اكد المبعوث الخاص للرئيس الجزائري السيد احمد اويحيى ان ثمة عقبات ما تزال تعترض تنفيذ خطة السلام الافريقية لانهاء النزاع الحدودي بين اريتريا واثيوبيا. واكد موافقة اريتريا على تنفيذ بنود الخطة، في حين اشار الى "ان مساعينا مستمرة مع الجانب الاثيوبي". اشاد المبعوث الخاص للرئيس الجزائري السيد احمد اويحيى بالموقف الاريتري الايجابي من جهود منظمة الوحدة الافريقية التي ترأس بلاده دورتها الحالية، واشار الى استعداد الحكومة الاريترية لتنفيذ بنود الوثائق الثلاث الواردة في الخطة الافريقية لانهاء النزاع الحدودي الاريتري - الاثيوبي. وقال اويحيى ل "الحياة" في اول تصريح له منذ تكليفه مهمة التوسط بين اثيوبيا واريتريا في منتصف تموز يوليو الماضي :"ان مساعينا مع الجانب الاريتري موفقة، إذ اتسم هذا الموقف بالايجابية إزاء الاقتراحات السلمية الافريقية ومن ضمنها الوثائق الثلاث. في حين ما زالت مساعينا مستمرة مع الجانب الاثيوبي ولم نصل بعد الى نهاية، ولكن هناك تقدم ملحوظ". وتحدث اويحيى عن "عوائق تعترض العملية السلمية"، من دون ان يحدد طبيعتها. لكنه قال: "نحن في حاجة الى تذليل هذه العوائق التي تواجهنا ببذل مجهود إضافي ... وذلك لا يشكل مشكلة لان الازمة التي نحاول حلها مستمرة منذ نحو 15 شهراً". واضاف :"كنا نتلهف بكل سرور ان نصل الى مرحلة التوقيع على الاتفاقات خلال الايام القليلة المقبلة، ولكن شاءت الاقدار ان تكون هناك حاجة ماسة الى بذل مجهود إضافي لاستكمال عملنا حتى يبلغ الموقف الاثيوبي المستوى المنشود ... ومن حقنا وواجبنا ان نكون متفائلين بالتوصل الى تسوية سلمية في القريب العاجل". يذكر ان اثيوبيا كانت طلبت توضيحات في شأن عدد من البنود الواردة في الترتيبات التقنية في إطار الخطة. وسلم اويحيى المسؤولين الاريتريين رداً على هذه التوضيحات خلال زيارته اديس ابابا مطلع الاسبوع الجاري. وفي الاطار نفسه، نقلت وكالة "فرانس برس" في الجزائر عن الرئيس الاريتري اساياس افورقي امس التزام حكومته ب"التعاون كلياً مع منظمة الوحدة الافريقية والاممالمتحدة لتنفيذ الاتفاقات التي تشكل القاعدة الوحيدة لحل النزاع". واشارت الوكالة الى ان افورقي قال في رسالة بعث بها الى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ونُشرت في الجزائر، انه لا تزال هناك "عقبات يصعب اجتيازها" لتسوية النزاع الحدودي مع اثيوبيا. وجدد موافقة اريتريا على "الترتيبات التقنية" لخطة السلام التي اعدتها المنظمة الافريقية، ولفت الى انها "ليست سوى البداية ولا تزال هناك عقبات يصعب اجتيازها قبل التوصل الى حل سلمي لهذا النزاع المشؤوم". الى ذلك، قال وزير الخارجية الاريتري هيلي ولدي تنسائي في تصريح ل"الحياة" امس ان الوفد الافريقي برئاسة اويحيى :"اوضح لنا انه سلم اثيوبيا التوضيحات التي طالبت بها. كما اكد لنا وللاثيوبيين ايضاً، ان التوضيحات لا تعني باي حال من الاحوال تغييراً في محتوى وثيقة الترتيبات التقنية لانه لا يمكن تغييرها ... فهي مكتملة وعلى الجانب الاثيوبي قبولها". واضاف ولدي تنسائي: "الوفد اكد لنا ايضاً ان منظمة الوحدة الافريقية هي الجهة الوحيدة التي تترجم نصوص الاتفاقات الثلاث إطار العمل وآليات الجزائر والترتيبات التقنية وليست اية جهة اخرى". ونفى الوزير الاريتري ان يكون الوفد الافريقي عرض اقتراحات جديدة، وقال: "زيارة الوفد كانت من اجل إطلاعنا على التوضيحات التي طالبت بها اثيوبيا فقط، لاننا اعلنا موافقتنا على كل الاتفاقات التي عرضتها منظمة الوحدة الافريقية، والكرة الآن في ملعب الاثيوبيين". ورفض كل من تنسائي واويحيى الاجابة على سؤال يتعلق بطبيعة التوضيحات التي طالبت بها اثيوبيا او العوائق التي تكتنف العملية السلمية. لكن مصادر ديبلوماسية مطلعة على تفاصيل النزاع، اكدت ل"الحياة" ان العقبات تتمثل في الطلب الاثيوبي بتغيير بنود اساسية في الاتفاقات الثلاثة كالمطالبة بالانسحاب الاريتري من الاراضي المتنازع عليها قبل الاتفاق على وقف النار، وحصر ترسيم الحدود بمنظمة الوحدة الافريقية من دون مشاركة الاممالمتحدةوالجزائر. وكذلك رفض وجود قوة مراقبة دولية في المناطق المتنازع عليها. وترى المصادر نفسها ان اريتريا لن تقبل الشروط الاثيوبية التي يمكن ان تطيل أمد النزاع، وان الولاياتالمتحدة التي تسعى الى استتباب الامن في المنطقة حفاظاً على مصالحها، لن تسمح بالمماطلة في تنفيذ الخطة الافريقية وستضغط على اثيوبيا لحملها على قبول الاقتراحات الافريقية. وهذا ما يفسر وجو وفد اميركي رفيع المستوى في المنطقة التقى الاربعاء افورقي في اسمرا وسيغادر اليوم الى اديس ابابا للاجتماع مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي.