باريس - أ ف ب، رويترز - بيروت - "الحياة"- اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، في مقابلة نشرتها أمس صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، ان لبنان "مهدد بالزوال بسبب الوجود العسكري السوري الذي يستمر ضد إرادة اللبنانيين". إلا أن زواره في بكركي نقلوا عنه أمس أنه أدلى بهذا الموقف قبل المبادرات الأخيرة التي تولاها خصوصاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري والوزير السابق فؤاد بطرس. وكان صفير أبلغ "ليبراسيون" ان "الوضع بات لا يطاق. لقد قرعنا ناقوس الخطر بعد الانتخابات النيابية الأخيرة التي لم تكن حرة. وبعد اربعة وعشرين عاماً على دخول القوات السورية، حان الوقت لقول ما يؤلمنا. لبنان ليس مستقلاً وليس سيداً. ولا يتمتع بأي حرية قرار. ولا شيء فيه يتم من دون موافقة سورية. وكل الامور تجرى كما لو ان لبنان ليس موجوداً". وشدد على ان "الوصاية السورية ساهمت كثيراً في الازمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تعصف بالبلاد ... ولا يستطيع اللبنانيون حيالها شيئاً". وقال إن "الوفاق بين المسيحيين والمسلمين موجود على المستوى الشعبي حتى لو لم يكن معلناً. ويهمس لبنانيون من كل الطوائف بما اجهر به انا. والوحيدون المعارضون لموقفنا هم أناس مسيحيون ومسلمون يدينون بمواقعهم لسورية ولا مصلحة لهم في التغيير". ووجه نداء الى الأممالمتحدة "لتطبق اخيراً" قرار مجلس الامن الرقم 520 الذي يدعو إلى انسحاب القوات الأجنبية من لبنان. وذكر صفير أن "وجود القوات السورية خارج منطقة البقاع بات غير شرعي منذ العام 1992 حين كان يفترض ان تعيد انتشارها الى هذه المنطقة بحسب اتفاق الطائف". ورأى ان لا تغيير "ملموساً" يتعلق بموقف السلطات السورية من هذه المسألة، منذ تسلم الرئيس السوري بشار الاسد السلطة. والتقى صفير أمس وزير الثقافة غسان سلامة الذي أوضح أن القرارات الحكومية في المجال الجمركي "لن تعطي نتيجة سريعة نظراً إلى وجود سلع مستوردة في الأسواق والمخازن، بكلفة عالية". ومن زواره أيضاً وفد من "القوات اللبنانية" المحظورة تحدث باسمه المهندس ألفرد ماضي فأيد مواقف بكركي ومبادرتي بري وبطرس "خصوصاً لجهة تطبيق الطائف تطبيقاً غير مجتزأ وكلياً لإجراء مصالحة وطنية حقيقية واقامة علاقات جيدة مع كل الدول العربية، ولا سيما منها سورية". ودعا الى اطلاق قائد "القوات" الدكتور سمير جعجع وتحسين وضعه في السجن. ونقل عن صفير ان تصريحه الى "ليبراسيون" "معطى قبل المبادرات الأخيرة والحساب يجب ان يكون انطلاقاً من اليوم لا على أساس الذي قيل سابقاً". كذلك أيد مواقف صفير ومبادرتي بري وبطرس رئيس حزب الكتائب السابق ايلي كرامي. ومساء، زار البطريرك الماروني مقر بطريركية الروم الكاثوليك في الروة، وهنأ البطريرك الجديد غريغوريوس الثالث لحام بانتخابه.