سمحت اسرائيل، أمس، بدخول غاز الطبخ ومشتقات الوقود المختلفة الى قطاع غزة بعد ان منعته مدة ثمانية أيام متواصلة. وكان الوقود نفد من القطاع في الأيام الثلاثة الأخيرة، فيما نفد الغاز منذ نحو اسبوع، بسبب رفض الدولة العبرية دخول أصناف الوقود المختلفة، اضافة الى الغاز. وكانت الدولة العبرية شددت في السادس عشر من الشهر الجاري حصارها على الأراضي الفلسطينية، خصوصاً قطاع غزة، في اعقاب تصاعد الهجمات المسلحة ضد القوات الاسرائيلية والمستوطنين، فيما بات يعرف باسم "حرب الطرق"، التي تقول الحكومة الاسرائيلية ان السلطة الوطنية تشنها ضدهم. ويعتقد ان رفع الحظر عن دخول الوقود والغاز الى القطاع، واستمرار الحصار والاغلاق، جاء كاحدى نتائج اللقاء المفاجئ الذي عقد بناء على طلب اسرائيلي بين الأمين العام للرئاسة الطيب عبدالرحيم ووزير الشؤون المدنية جميل الطريفي من جهة، ونائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه من جهة أخرى ليل الخميس - الجمعة قرب حاجز بيت حانون "ايرز". وباستثناء دخول الوقود والغاز، لم يظهر على الأرض ان قوات الاحتلال عازمة على اتخاذ تدابير واجراءات من شأنها ان تساهم في عودة الهدوء الى الأراضي الفلسطينية فإلى جانب استمرار الحصار والاغلاق التام والشامل لقطاع غزة، ما زالت الدبابات والآليات العسكرية الاسرائيلية الكبيرة تحت اجزاء من قطاع غزة، وتربض في أماكنها التي كانت عليها قبل الاجتماع المذكور. ولا تزال هذه القوات تقسم القطاع الى شطرين باغلاقه بخط عرضي يقع الى الجنوب من مدينة دير البلح وسط القطاع، الأمر الذي يحول منذ نحو اسبوع دون وصول سكان الجنوب الى الشمال والعكس. كما استمر القصف الليلي للمنازل والمواقع العسكرية الفلسطينية، وتجريف الأراضي وقلع الأشجار في مختلف مناطق القطاع. وعن السبب المفاجئ لسماح اسرائيل بدخول الوقود والغاز قال لؤي عرنوس مسؤول الهيئة العامة للبترول في قطاع غزة ان الضغط السياسي والاعلامي، وعلى الأرض أرغم سلطات الاحتلال على السماح بدخولهما. ورفض عرنوس تحديد كميات الغاز والبنزين التي سمح بدخولها أمس. يشار الى أن قطاع غزة يستهلك يومياً، نحو نصف مليون لتر من انواع الوقود المختلفة، اضافة الى مئة طن من الغاز.