دعا السفير البريطاني المعيّن في بيروت ريتشارد كينشن الى إطلاق الإسرائيليين المحتجزين لدى "حزب الله" في لبنان. وقال في لقاء صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية البريطانية، انه يُشجع "حزب الله" على دخول الحياة السياسية في لبنان والتخلي عن لغة التهديد والعنف. وسعى كينشن في اللقاء الى فتح صفحة جديدة مع هذا الحزب اللبناني الذي يُزعم ان عناصر تابعة له مسؤولة عن خطف رعايا غربيين، ومن بينهم بريطانيون، في لبنان خلال حقبة الثمانينات. وقال: "ان لندن تشجع الحزب على الاستمرار في سياسته القاضية بدخول مؤسسات الدولة لكننا لا نشجعه عندما يدعو الى العنف ويمارسه". وقال ان بلاده تعتبر احتجاز "حزب الله" الجنود الإسرائيليين في مزارع شبعا "عملاً لا يُشجع على تحقيق الأمن في لبنان". ورفض قبول التبرير بأنهم كانوا في منطقة لبنانية "محتلة"، لافتاً الى "ان لندن دعت إسرائيل في الوقت نفسه الى إطلاق اللبنانيين المحتجزين لديها من دون محاكمة". وطالب كينشن لبنان ببسط سلطته على كل أراضيه، بما في ذلك إرسال الجيش الى الجنوب. وعن الوجود السوري، قال: "ان هناك فارقاً بالتأكيد بين الوجودين السوري والاسرائيلي في لبنان". وبعدما أشار الى تطبيق اسرائيل قرار مجلس الأمن 425 بانسحابها من جنوبلبنان، قال: "ان ثمة قرارات أخرى لمجلس الأمن تدعو الى إنسحاب كل القوات الأجنبية من لبنان"، في إشارة الى القرار 520. ورأى ان "ذلك ينطبق على القوات السورية الموجودة في لبنان"، لافتاً الى ان اتفاق الطائف ينص كذلك على بدء الإنسحاب السوري. لكنه شدد على ان موضوع الإنسحاب السوري يعود الى الحكومتين اللبنانية والسورية، وان بلاده تتمنى ان تتحاور الدولتان في شأنه. وزار كينشن لبنان للمرة الأولى سنة 1968، وعاد اليه للمرة الأخيرة في العامين 1972 و1973 حيث درس اللغة العربية في "معهد شملان" الذي خرّج العديد من المختصّين البريطانيين في شؤون الشرق الأوسط ومن بينهم كبار ضباط الإستخبارات. لكن كينشن لفت الى ان بلاده لا تُفكّر حالياً في إعادة فتح "معهد شملان". ويدرس "المستعربون" البريطانيون العربية حالياً في معاهد مختصّة في لندن، وفي الإسكندرية. وعمل كينشن في السابق في الكويت والمغرب، كما مثّل بلاده في هيئات تابعة للأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي.