كررت إسرائيل أمس تحذيراتها الى سورية من حصول تسخين على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، في حين ردت دمشق رافضة التهديد، ومحملة تل أبيب "المسؤولية المباشرة" عن تدهور الوضع في المنطقة. قال مسوولون اسرائيليون إن قيام "حزب الله" أو تنظيمات أخرى بعمليات ضد قوات الجيش أو البلدات الشمالية "ستؤدي الى مواجهة والى شن هجوم اسرائيلي على أهداف سورية في لبنان". ونقلت الصحف الاسرائيلية أمس عن مصدر عسكري رفيع المستوى "ان الرئيس السوري بشار الأسد أعطى الضوء الأخضر ل"حزب الله" لتنفيذ عمليات عسكرية ضد اسرائيل عبر الحدود اللبنانية بعدما زودته دمشق عتاداً عسكرياً وصل من ايران". وقالت صحيفة "هآرتس" ان اسرائيل حذرت سورية عبر وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت والعاهل الأردني الملك عبدالله، من ان مواصلة العمليات ضدها ستؤدي الى تصعيد في المنطقة. وأضافت ان قوى الأمن الاسرائيلي أعدت خطة للرد على عمليات للمقاومة اللبنانية، وانها لن تتردد اذا أدت هذه العمليات الى اصابات في صفوف الجيش أو مواطني البلدات الشمالية. وقالت: "إن رئيس أركان الجيش شاول موفاز استمع الى تذمر عدد من قياديي الجيش من عدم الرد على "حزب الله"، إذ لا يعقل ان يظهر الجيش الاسرائيلي الكبير والعظيم مطأطأ الرأس وينتظر كل يوم ركلة وقد يتلقى صفعة، في نهاية الأمر". وبحسب وصف المصدر العسكري فإن الرئيس الأسد "وقع في حب" الأيدلوجية الثورية ل"حزب الله" وان هذا "أبرز "تغيير دراماتيكي على الجبهة الشمالية في المدة الأخيرة". وقال بنيامين بن اليعازر نائب رئيس الحكومة إن ما يحصل من تصعيد ما كان يحصل لولا المباركة السورية. وأعرب عن أمله "بأن ينجح رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة رفيق الحريري الذي يسعى الى تحسين وضع لبنان الاقتصادي في تقييد أيدي السوريين وحزب الله"!. وقال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي غابي اشكنازي: "إن اسرائيل تتوقع ان تمتد عمليات المقاومة الى شمال هضبة الجولان القريب من مزارع شبعا". ووجه العميد في الاحتياط رئيس شعبة الاستخبارات السابق أوري ساغي أصبع الاتهام الى الرئيس السوري وأصحاب القرار في سورية وقال: "إن دعمهم لحزب الله يدل الى عدم نضوج ورؤية صحيحة الى المستقبل". وأضاف ان الرئيس السوري "يسعى ليحظى بشعبية في الرأي العام وان خطابه في قمة القاهرة جاء في هذا السياق". وهدد ساغي سورية بالقول: "إن من يشعل فتيلاً في برميل وقود لن يكون قادراً على ان يعرف اين سينتهي الحريق". وفي نيويورك، رد مندوب سورية لدى الأممالمتحدة السفير ميخائيل وهبة على رسالة اسرائيلية الى رئيس مجلس الأمن حمّلت سورية ولبنان مسؤولية ما حدث في جنوبلبنان، اشارة الى احتجاز الجنود الإسرائيليين. وقال: "إن سورية ترفض الاتهامات والتهديدات الاسرائيلية الواردة في الرسالة" وهي "تحمّل اسرائيل المسؤولية المباشرة من تصعيد الوضع في المنطقة". وقال ان سورية "هي الحريصة على احترام قرارات الشرعية الدولية وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة". وتابع ان الحكومة السورية "تحث مجلس الأمن للضغط على اسرائيل لالتزام تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالصراع العربي - الإسرائيلي والتي تلزم اسرائيل الانسحاب الكامل من كل الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وضمان الحقوق المشروعة للفلسطينيين". وأضاف السفير السوري ان حكومته "انطلاقاً" من حرصها على عملية السلام التي أوقفتها الحكومة الاسرائيلية تدعو المجتمع الدولي والأممالمتحدة خصوصاً الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف الممارسات الدموية والقمعية التي ترتكبها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وادانة التهديدات الإسرائيلية الموجهة ضد كل من سورية ولبنان. وتؤكد ان السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه الا من خلال الزام اسرائيل احترام قرارات الشرعية الدولية وتنفيد قراري مجلس الأمن الرقمين 242و338، ومبدأ الأرض في مقابل السلام، وبما يحقق انسحاب اسرائيل الكامل من الجولان السوري المحتل الى خط الرابع من حزيران يونيو". واحتج وهبة على فحوى الرسالة الإسرائيلية وقال: "إنها لا تعكس حقيقة ما حصل ولا تشير الى اسباب هذا الوضع الخطير الذي تعيشه منطقتنا". وقال "إن الذي يهدد الأمن والسلم في المنطقة هو استمرار تجاهل اسرائيل قرارات الشرعية الدولية، وعدم استكمال انسحابها من الجنوباللبناني الى الحدود المعترف بها دولياً، بما في ذلك مزارع شبعا، واستمرار احتلالها الأراضي العربية بالقوة منذ حزيران يونيو 1967".