اهتزت المؤسسات والأوساط الأمنية الإسرائيلية أمس لنجاح "حزب الله" في أسر ضابط إسرائيلي برتبة عقيد، قبل ظهر امس. وبذلك يكون "حزب الله" وجه صفعة ثلنية لاسرائيل بعدما تمكن قبل اقل من اسبوع من اسر ثلاثة من جنودها في عملية في اراضي مزارع شبعا المحتلة. راجع ص 7. وفرض "حزب الله" طوقاً من السرية التامة على عملية الخطف واسم الضابط، مكتفياً بما أعلنه أمينه العام السيد حسن نصرالله في كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر عربي للتضامن مع انتفاضة الشعب الفلسطيني عندما اعلن ان الضابط برتبة عقيد ويعمل في جهاز الاستخبارات الاسرائيلية "موساد". ووقع كبار المسؤولين في إسرائيل في حال بلبلة وحيرة لتعدد رواياتهم ومعلوماتهم، لكنها انتهت ليل امس الى تأكيد خطف الضابط الحنان تينن باوم، وأنه ضابط احتياط ورجل أعمال اختفى في سويسرا. واعتبرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أسره "عملاً إرهابياً". وجاء إعلان نصرالله نجاح العملية، بعد ثمانية أيام على نجاح المقاومة الإسلامية في خطف ثلاثة جنود إسرائيليين في منطقة مزارع شبعا المحتلة. وإذ اعتبرت عملية الأسر واحدة من أنجح العمليات وأدقها تنفيذاً، خصوصاً أنها الأولى من نوعها باعتبارها ليست عسكرية، فإن مصادر أمنية تعاطت معها بوصفها عملية استخباراتية أتاحت للمقاومة الإسلامية استدراج الضابط الإسرائيلي الى مكان لم يعلن عنه، وربما قبل أيام من موعد الإعلان عن أسره. ورفضت مصادر "حزب الله" التعليق على بث محطة "ان.بي.ان" اللبنانية ان الضابط الأسير يدعى الحنان تينن باوم ويعمل في ال"موساد". وقالت إن كل التفاصيل المتعلقة به متروكة لنصرالله، وأن الحزب لن يعلن شيئاً جديداً "إلا إذا طرأت تطورات داخل فلسطينالمحتلة تستدعي الإعلان عن تفاصيل جديدة". معلومات اسرائيلية وجاء في نبأ للتلفزيون الإسرائيلي - القناة الثانية: "بما أن إحدى الفضائيات العربية في بيروت ذكرت ان اسمه الحنان تينن باوم، نقول إن الحنان تينن باوم انقطعت الاتصالات معه في سويسرا، وهو على الأرجح الشخص الذي تتحدث عنه "المقاومة الإسلامية"، وكان مراسل "ان.بي.ان" في إسرائيل أعلن الاسم". وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي رون كيداري: "منذ شهرين لدينا معلومات أنهم حزب الله سيخطفون جنوداً وضباطاً، وطلبنا منهم الإسرائيليين الاّ يسيروا لوحدهم أو يستقلوا مركبات غريبة، ولم نتوقع أن تكون عملية الخطف خارج المنطقة، بل هنا قريبة". وتابع رداً على سؤال عن أسر الجنود الإسرائيليين الثلاثة في مزارع شبعا: "لا أستطيع القول انه لا توجد مفاوضات مع حزب الله الآن". ورفض مسؤول في الحزب كشف اسم الضابط الأسير، وقال: "ننتظر حال الإرباك المسيطرة على إسرائيل، ومن بعدها لكل حادث حديث". مصادر أمنية لبنانية عزت حال الإرباك في إسرائيل الى أن الضابط ربما يعمل في حقل الجاسوسية "بالتالي فإن أسره يشكل ضربة لتل أبيب، وهي تحاول تجنب الخوض في الأمر". وذكرت مصادر إسرائيلية غير رسمية أن تينن باوم قطع اتصالاته قبل ا12 يوماً مع أسرته، و"يبدو انه كان يقيم علاقات مع رجال اعمال عرب بينهم فلسطينيون، وأنهم اختلفوا، وأمام رغبة حزب الله في اعتقال رتبة عالية وأسرها، قاموا إما ببيعه الى "حزب الله" أو بإهدائه إليه أملاً بنيل رضاهم". واعترفت اسرائيل مساء ب"خطف اسرائيلي في الخارج"، مؤكدة إنه اختفى لأسباب شخصية، ووصفت خطفه بأنه "عمل خطير يناقض القوانين الدولية". وأفادت الإذاعة الإسرائيلية إن "تينن باوم، وهو كولونيل احتياط في سلاح الجو الإسرائيلي يبلغ من العمر 54 سنة، يعمل لشركة استشارية مختصة بالإلكترونيات والتسلح الإسرائيلي". وكشفت أنه اختفى في لوزان سويسرا قبل 12 يوماً. لكن مصادر مطلعة في بيروت قالت ل"الحياة" إن العملية نفذتها "المقاومة الإسلامية"، من دون أي وسيط، مشيرة الى أن اسم الضابط هو الذي تداولته وسائل الإعلام. وكشفت أن الضابط لا يزال في الخدمة العسكرية، وأن لا صحة لما رددته المصادر الإسرائيلية من أنه في الاحتياط. وتابعت ان "هناك نظاماً في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يتيح لضباط الاسخبارات العمل لشركات تجارية خصوصاً في الخارج، والضابط المذكور يعمل لشركة لبيع الإلكترونيات بعلم قيادته التي تؤمن له تغطية مباشرة، نظراً الى كونه يتمتع من خلال عمله بحرية الحركة التي تسمح له بالحصول على معلومات أمنية أو التدقيق في معلومات زودته بها موساد". وليلاً أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان أن "رجل اعمال إسرائيلياً خطف في الخارج وهو ضابط احتياط"، ووصفت خطفه ب"العمل الإرهابي"، مشيرة الى انه كان "توجه الى الخارج بمبادرة خاصة ولأسباب شخصية". وبثتالإذاعة الإسرائيلية أن تينن باوم موظف في شركة استشارية مرتبطة باثنتين من كبريات شركات الإلكترونيات، هما "تاديران" و"رافاييل" وأنه خطف في لوزان. قبل يومين و"نقل في طائرة إيرانية خاصة الى بيروت".