} التقى الرئيس اليوغوسلافي الجديد فويسلاف كوشتونيتسا زعماء الاتحاد الاوروبي الذين شنّوا حرباً على بلاده بسبب ازمة كوسوفو. واعلن استعداده للتعاون مع محكمة جرائم الحرب، لكن تسليم الرئيس المخلوع سلوبودان ميلوشيفيتش الى هذه المحكمة ليس من أولوياته. وقرر الاوروبيون مساعدة كوشتونيتسا ب200 مليون يورو لدعم الديموقراطية الوليدة في بلغراد، من دون شروط. واذا كان زعماء الاتحاد الاوروبي اتفقوا على دعم يوغوسلافيا فإن خلافاتهم على اجراء اصلاحات سياسية داخل الاتحاد بقيت عالقة. اعلن الرئيس اليوغسلافي فويسلاف كوشتونيتسا امس في مؤتمر صحافي في بياريتز فرنسا حيث عقدت القمة الاوروبية انه مع انتهاء نظام الرئيس المخلوع سلوبودان ميلوشيفيتش يعد العالم بأن صربيا ستكون ضماناً للسلام في البلقان. وقال ان يوغوسلافيا ستشكل حكومة جديدة قريباً، وان مسيرة التطبيع الديموقراطي بدأت منذ فوزه في الانتخابات. وان جماعة ميلوشيفيتش ضعفت جداً في صربيا. واكد استعداده للتعاون مع محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي ولكنه قال ان هذه المسألة ليست من اولوياته. وكان زعماء الاتحاد الاوروبي اختتموا اعمال قمة استمرت يومين في بياريتز فرنسا امس من دون التوصل الى اتفاق على الاصلاحات السياسية داخل الاتحاد استقبلوا بحفاوة الرئيس اليوغوسلافي الجديد في اول ظهور في محفل دولي. وقرروا تقديم مساعدة الى بلغراد مقدارها 20 مليون يورو 173.2 مليون دولار من دون شروط لكنهم ابلغوا ضيفهم انهم يتوقعون منه تسليم الرئيس ميلوشيفيتش الى محكمة جرائم الحرب في لاهاي. وزيارة كوشتونيتسا التي أعدّ لها على عجل كانت محكّاً ديبلوماسياً مهماً للرجل الذي التقى خلال زيارته الاولى للخارج زعماء الدول التي قصفت بلاده خلال الحملة التي شنّها حلف شمال الاطلسي على يوغوسلافيا منذ عام تقريباً. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك بصفته رئيس الاتحاد الاوروبي عقد مؤتمراً صحافياً ظهر امس مع رئيس الحكومة ليونيل جوسبان قبل الغداء الذي جمع القادة الاوروبيين مع كوشتونيتسا اعلن خلاله دعم فرنسا المطلق لمسيرة الرئيس اليوغوسلافي واكد شيراك في رد على سؤال عن الشروط الاوروبية لمساعدة بلغراد ان "الاتحاد لن يضع اي شروط". واضاف: "اوروبا سعيدة بالتطور الديموقراطي في يوغوسلافيا وستستمر في دعم هذا التحول بشتى السبل". اما جوسبان فقال: "لا يمكن معاملة حكومة تتوجه الينا مثل حكومة تبتعد عنا". واضاف ان للمفوضية الاوروبية شروطاً مقابل ما تقدمه من دعم الى يوغوسلافيا، ولكن ينبغي ان تعطيها فرصة للتغيير". وكان مستقبل الجبل الاسود وهي الشريك الاصغر في الاتحاد اليوغوسلافي نقطة حساسة. وقال وزير الشؤون الاوروبية الفرنسي بيير موسكوفيتشي "هناك بعض الاسئلة المفتوحة.. لكن اكثر الموضوعات الحاحاً اليوم هو دعم هذه الثورة" الديموقراطية. وقال كوشتونيتسا في مقابلة نشرتها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية امس انه يريد تسمية الاتحاد اليوغوسلافي "جمهوريتا الصرب والجبل الاسود". وأضاف ان لفظة "يوغوسلافيا" فقدت معناها بعدما انشقت كرواتيا عن الاتحاد عام 1991. وكان زعماء الاتحاد الاوروبي وافقوا الجمعة على افضل طريقة للترحيب بعودة يوغوسلافيا الى الاسرة الاوروبية بتقديم وقود التدفئة وادوية واغذية بقيمة 200 مليون يورو. واعلنت المفوضية الاوروبية انها خصصت 815 مليون يورو 705 ملايين دولار من موازنة 2001 لتقديم مساعدات الى دول البلقان وجنوب شرقي اوروبا وان الاموال التي ستدفعها الى جمهورية الصرب لن تؤثر في حجم المساعدات الخاصة بكوسوفو. ويعتزم الاتحاد الاوروبي عقد قمة مع زعماء الديموقراطيات الجديدة في البلقان، اواخر تشرين الثاني نوفمبر في العاصمة الكرواتية زغرب. وقال ديبلوماسيون ان زعماء الاتحاد اختلفوا امس على الاصلاحات الداخلية التي تشتد الحاجة اليها. وأجرى رؤساء دول وحكومات مناقشات ساخنة في مشاكل شائكة مثل عدد المقاعد التي يتعين تخصيصها لكل دولة في اللجنة التنفيذية بعد انضمام اعضاء جدد من دول شرق اوروبا ووسطها. وقال ديبلوماسي "كان الوضع متوتراً". وتشير الاجواء الى ان الزعماء سيحاولون الوصول الى اتفاق جديد عند اجتماعهم المقبل في نيس من السابع الى التاسع من كانون الاول ديسمبر المقبل.