أفاد نازحون صرب من بلدية ديتشاني في كوسوفو عن وجود مسلحين أجانب يعتقد أنهم من دول عربية يقاتلون الى جانب الألبان في الاقليم. على صعيد آخر، جدد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش رفضه للوساطة الدولية في حل مشكلة كوسوفو. وجاء ذلك في وقت رفض زعيم ألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا وغيره من زعماء الحركة الانفصالية في الاقليم المشاركة أمس الخميس في المفاوضات التي دعت اليها حكومة بلغراد. وكان وفد برئاسة نائب رئيس الحكومة الصربية راتكو ماركوفيتش توجه الى مدينة بريشتينا عاصمة كوسوفو وحضر مع الوفد أفراد من الأقليات في صربيا والجبل الأسود بينهم أتراك وبوشناق مسلمون وغجر وألبان يعارضون استقلال كوسوفو. مجاهدون عرب؟ من جهة أخرى، نقلت صحيفة "ناشابوربا" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس الخميس عن أحد رجال الدين الصرب الذين نزحوا من مناطق الاشتباكات في كوسوفو انه "شاهد مسلحين أجانب يرجح أنهم من العرب كانوا يتحركون في قرى بلدية ديتشاني مع عناصر جيش تحرير كوسوفو السري". وأوضح المصدر نفسه "ان السكان الألبان مسلحون بشكل جيد ويسمع دوي اطلاق نار بشكل متواصل ليلاً حول القرى وان الوضع متوتر جداً، ما جعل السكان من غير الألبان قلقين على مصيرهم ولا يعلمون ماذا يفعلون خصوصاً وأن المقاتلين الألبان طلبوا من جميع الشبان الانضمام اليهم إذا أرادوا البقاء في المنطقة". ويذكر أن بلغراد اتهمت مرات عدة ألبانيا وتركيا وايران ودولاً اسلامية أخرى "بدعم الارهابيين في كوسوفو تسليحاً وتدريباً". وكان نائب رئيس حكومة بلغراد فويسلاف شيشيلي الذي يتزعم الحزب الراديكالي الصربي خلال المناقشات بشأن الاستفتاء على الوساطة الدولية في كوسوفو، اتهم فضائيات تلفزيونية عربية ب "بث انباء غير صحيحة عن حقيقة الوضع في كوسوفو بهدف تأجيج دعاية حاقدة بين المسلمين ضد الصرب". وفي تصريح لشيشيلي الى صحيفة "بلوس" المستقلة الصربية الصادرة في بلغراد أمس، دعا الصرب "الى الاستعداد للحرب التي ليست مستبعدة في كوسوفو"، وأضاف ان على ألبان كوسوفو ان يدركوا ماذا سيكون بانتظارهم في حال نشوب الحرب "إذ أنهم سيفقدون كل ما لديهم خصوصاً بعدما شاهدوا مناظر القرى التي أحرقت وقوافل النازحين وما ذلك إلا مقدمة لما يمكن أن يتكبده الألبان". الى ذلك، أبلغ الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش مبعوث الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وزير الخارجية الدنماركي نيلس هيلفيغ بيتيرسون الذي اجتمع معه في بلغراد، انه لا يمكن أن يقبل بأي وساطة دولية في قضية كوسوفو لأنها "تدخل في شؤون دولة يوغوسلافيا المستقلة والمعترف بها دولياً". وأشار ميلوشيفيتش ان قضية كوسوفو "يجري حلها بالوسائل السياسية وان أي تدخل خارجي فيها سيزيدها تعقيداً".