أعلنت مصر أنها ستستضيف غداً قمة في شرم الشيخ للبحث عن مخرج من الازمة الحالية في المنطقة. وصدر في القاهرة بيان اوضح أنه نتيجة الاتصالات المكثفة بين كل الاطراف المعنية والجهود التي بذلها الرئيسان حسني مبارك وبيل كلينتون والامين العام للامم المتحدة كوفي أنان تقرر عقد القمة. وقال مبارك ان مصر "لم تسع الى قمة شرم الشيخ ولم تطلب عقدها"، مؤكداً ان "لا تعارض بينها وبين القمة العربية"، ومشدداً على ان قبول بلاده استضافة لقاء في شرم الشيخ "ليس غير مشروط". تلقت القاهرة طلبات تعكس رغبة اطراف دولية في حضور قمة شرم الشيخ، والى الرؤساء مبارك وكلينتون وياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك سينضم الى القمة الملك عبدالله الثاني والامين العام للامم المتحدة وربما وزير خارجية روسيا ايغور ايفانوف ورئيس وزراء اسبانيا خوسيه اثنار ووزير خارجية فرنسا هوبير فيدرين، وممثل للاتحاد الاوروبي، كما طلبت تركيا المشاركة. واكد الرئيس حسني مبارك ترحيب مصر باستضافة قمة شرم الشيخ "طالما تخدم المصلحة الفلسطينية"، وشدد على ان "هذه المصلحة أمر يقرره الرئيس عرفات" و"نحن معه في كل ما يذهب اليه". وكشف في حديث الى وكالة انباء الشرق الاوسط الجهود المكثفة التي بذلت خلال الأيام الماضية لاحتواء الازمة، ووضع حد لأعمال العدوان والعنف الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. واكد ان الوضع "يتدهور في شكل سريع، وعلينا ان ننقذ الفلسطينيين من هذا العدوان السافر والعنف المتصاعد". وشدد على اجماع القادة العرب على "وضع حدّ للعدوان الاسرائيلي وانقاذ الشعب الفلسطيني"، مستدركاً: ""لا أحد من الزعماء العرب، ملوكاً ورؤساء، ضد قمة شرم الشيخ، ما دامت لخدمة الفلسطينيين وبموافقتهم". وزاد: "القول أن شرم الشيخ هدفها اجهاض القمة العربية في القاهرة كلام غير دقيق، لأن كلاً من قمة شرم الشيخ في حال انعقادها والقمة العربية في القاهرة ، يعمل من أجل هدف واحد هو الدفاع عن الحقوق الفلسطينية وانقاذ الشعب الفلسطيني من العدوان، ووضع الضمانات لعدم تكرار ما حدث". وقال الرئيس المصري ان القاهرة وضعت "قبل ان تعطي موافقتها على عقد قمة في شرم الشيخ" شروطاً ل"ضمان حماية مصالح الشعب الفلسطيني وكرامته". وتحدث مجدداً عن الشروط المصرية الخمسة وقال: "قبولنا استضافة القمة والمشاركة فيها ليس قبولاً غير مشروط، وليس بعيداً عن ارادة السلطة الفلسطينية والأخوة الزعماء والقادة العرب"، وحدد هدف التحركات الحالية بتشديده على "انقاذ الفلسطينيين وحمايتهم" و"العودة الى المفاوضات على أساس الشرعية الدولية وقراراتها". وأشار الى رغبة اطراف كثيرة في المشاركة في قمة شرم الشيخ، وهو أمر "مفيد للغاية جداً شهادة وضمانة، وفرصة طيبة لعرفات كي يعرض على المشاركين حقيقة ما جرى ويجري، لذلك رحبت بمن يريد المشاركة". واوضح مبارك ان "مصر لم تسع الى هذه القمة ولم تطلب عقدها، ورحّبت بأي جهة تستضيفها". ودعا العالم الى "ان يتخذ موقفاً اكثر فاعلية لوقف العدوان"، مؤكداً ان "اسرائىل تريد العودة بالوضع الى المربع الرقم واحد، والى ما سبق وانسحبت منه من اراضٍ فلسطينية خصوصاً العودة الى المنطقة أ. واعرب عن اسفه لأن "الحكم في اسرائيل خاضع لإرادة المتطرفين"، وكشف انه ابلغ باراك انه "لا ينفّذ ما يتفق عليه"، معرباً عن اقتناعه بأن "منطقة الشرق الاوسط لن تتعرض وحدها للعنف". وحذّر من ان "العالم كله سيصبح مسرحاً مفتوحاً للارهاب"، مشيراً الى الهجوم على المدمّرة الاميركية في عدن والسفارة البريطانية في صنعاء لأن "عدم استجابة مطالب الشعب الفلسطيني سيؤدي الى العنف ويدفع بقوى التطرف والارهاب الى العمل". وتابع: "ان قمة شرم الشيخ يمكن ان تكون حافزاً لوقف العنف وتدهور الوضع، والعودة الى المفاوضات". وكرر ان "الحرب ليست قراراً عاطفياً او انفعالياً ولا تُنهي نزاعاً". واكد مجدداً ان "لا تعارض او تضارب بين قمة شرم الشيخ والقمة العربية"، مشيراً الى ان القمة العربية "مسؤوليتها اكبر" ورفض وصفها بأنها قمة البند الوحيد اي الوضع في القدس، وقال انها "قمة تقويم مجمل الوضع العربي ودرس ما وصلت اليه الحال على الساحة العربية، بما فيها الوضع في فلسطينوالقدس". وزاد ان كل الدول العربية بلا استثناء ستحضر قمة القاهرة و"سيشارك العراق بوفد كبير يرأسه نائب رئيس الوزراء طارق عزيز". ورأى ان "هذا يعني ان مرحلة جديدة من لمّ الشمل العربي يمكن ان تبدأ" رافضاً ما يتردد عن ضغوط خارجية لالغاء القمة العربية، واستدرك: "لا نخضع لضغوط ولا نسمح لأحد بممارسة اي ضغوط علينا". وحدد المهمة الاولى لقمة القاهرة بأنها "حماية الشعب الفلسطيني ودعمه وتمكينه من الحصول على حقوقه كاملة". وكشف ان احد زعماء الدول الغربية طلب منه العمل للخروج من القمة بنتائج غير عنيفة او متشددة، فردّ بأن اعمال القمة وقراراتها "رهن ارادة القادة العرب".