أنهت القمة الفرنكوفونية الثامنة اعمالها في مدينة مونكتون الكندية ليل امس، على ان تعقد القمة التاسعة عام 2001 في لبنان، بعد موافقة بالاجماع على ذلك. واقترح الرئيس اللبناني إميل لحود الذي تلقى تهانئ الحاضرين وسط تصفيق حاد، ان يكون عنوانها "حوار الثقافات"، داعياً الى الاخذ بالتجربة اللبنانية في هذا المجال. بيروت، كندا - "الحياة" - أ.ف.ب. - ألقى الرئيس لحود في اختتام اعمال القمة الفرنكوفونية كلمة شكر فيها للمؤتمرين "الشرف الذي اعطي للبنان بتسميته مقراً للقمة المقبلة عام 2001". وخص بالشكر الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي كان اول الداعمين لترشيح لبنان الى استضافة هذه القمة، والامين العام للمنظمة بطرس غالي لإشارته الدائمة الى اهمية اختيار لبنان. واقترح "الحوار بين الثقافات" عنواناً للقمة المقبلة في بيروت "لأن التجربة اللبنانية في هذا المجال ذات معنى خاص". وقال ان "لبنان، نافذة الشرق الاوسط على البحر الابيض المتوسط، هو في طبيعته، بلد انفتاح. ولكن اصرارنا على ان نكون بلداً فرنكوفونياً عائد الى وعينا الدقيق اننا اصحاب مسؤولية خاصة حيال العالم العربي الذي يحيط بنا، والذي ننتمي اليه في صورة غير قابلة للانفصال عنه، وان مساهمتنا في الفرنكوفونية تشكل لهذا العالم، ولا سيما قسمه الشرقي المشرق، مصدر غنى وقوة، سيفتقر اليها من دون لبنان". وأضاف ان "بلدنا يؤمن للفرنكوفونية، على صغر مساحته وعدد سكانه الضئيل، اوسع تجمع لها في المشرق. وكَوارثٍ لحضارات جوالة اكتشفت العالم منذ القدم، يبقى ملتقى الحضارات والافكار والثروات، منفتحاً على العالم خصوصاً بوجود الجاليات اللبنانية في مختلف القارات، ومن هذا الواقع يمكن بلدي تقدير التنوع، والاعتراف بأنه مصدر غناه". وأعلن ان "تنوع الانتماءات الطائفية للشعب اللبناني يعزز هذا الواقع الذي يتجلى في دستورنا ونظامنا السياسي المبني على التوازن بين مختلف الطوائف والذي يتطلع الى التعزيز الدائم للقيم المتبادلة وإيجاد اسلوب عيش مشترك، ويصبح بالتالي طبيعياً له استقبال افكار الفرنكوفون عن الحوار بين الحضارات". ودعا الفرنكوفون الى "الانفتاح على اكبر مقدار من التبادل مع المجموعات الثقافية واللغوية، وتعزيز التجارب المرتبطة بجامعة الدول العربية، ودول الكومنولث والدول الناطقة باللغتين الاسبانية والبرتغالية، ويمكن ان تتحول قمة بيروت ملتقى حوار بين هذه المنظمات واقامة استراتيجيات مشتركة للتنوع في العالم"، معتبراً ان "هذا الحوار يغدو سهلاً اذا عمّ السلام العادل والشامل، الذي نأمل بحلوله من الآن حتى ذلك الوقت في الشرق الاوسط". وذكّر بمبادئ اطلقها في كلمته الافتتاحية في القمة، يجب ان تتحقق من اجل احلال هذا السلام. وكان الرئيس لحود اجرى محادثات مع الرئيس شيراك، على هامش القمة، استغرقت زهاء ساعة ونصف الساعة. وأشارت المتحدثة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا الى ان الرئيسين اللذين التقيا بعد توقيع اتفاق شرم الشيخ الاسرائيلي الفلسطيني، اعتبرا ان المسارين اللبناني والسوري "المتلازمين" في عملية السلام "يجب ان يعطيا الاولوية المعطاة للمسار الفلسطيني". وكرر الرئيس الفرنسي لنظيره اللبناني "استعداد فرنسا لتقديم دعمها لأي مفاوضات مستقبلية في شأن هذين المسارين وتطبيق اي اتفاق يتم التوصل اليه اذا رغب الاطراف في ذلك"، مضيفاً ان فرنسا "تبقى منفتحة على اي طلب يصب في هذا الاتجاه". وشكر لحود لشيراك موقف باريس، وأشاد كما فعل في جلسة افتتاح القمة "بكل ما تفعله فرنسا من اجل لبنان والسلام في المنطقة".