يعقد الرئيس اللبناني اميل لحود اليوم اجتماع "تنقية الأجواء" مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وذلك على هامش قمة الدول الفرنكوفونية التي بدأت أعمالها الرسمية أمس في مونكتون في كندا، حيث ألقى عدد من رؤساء الدول ال52 المشاركين فيها كلماتهم، على ان تواصل القمة أعمالها اليوم، تمهيداً لإصدار بيان ختامي بموقفها من التطورات والقضايا العالمية البارزة، ومنها عملية السلام في الشرق الأوسط، يوم غد الأحد. وبدت مدينة مونكتون في ولاية نيو برونزويك غير مجهزة كفاية لاستضافة قمة من هذا النوع. وأشار رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان في الجلسة الافتتاحية للقمة الى عدم احترام بعض الدول الأعضاء حقوق الإنسان. وقال في هذا الصدد "آمل ان نتمكن من تسليم الأجيال المقبلة فرنكوفونية تضم بلداناً يسود فيها القانون وتحترم حقوق الفرد في شكل راسخ، على رغم ان الأمر ليس كذلك في الوقت الحالي، وحيث تطبق المبادئ المعترف بها عالمياً في هذا الشأن". ومن بين رؤساء الوفود الذين ألقوا كلماتهم امس الرئىس اللبناني العماد إميل لحود، الذي جدد التأكيد على ثوابت موقف لبنان من عملية السلام والإنسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان راجع ص4. وإذ يستضيف لبنان القمة الفرنكوفونية المقبلة في العام 2001، فإن لحود شدد في خطابه على قضية توطين اللاجئين الفلسطينيين، وذكّر "ان لبنان يستضيف موقتاً على أراضيه أكثر من 400 ألف لاجئ فلسطيني يبقى مصيرهم وسلامتهم مسؤولية دولية". وحذر لحود من المخاطر الناجمة عن اي مشروع لتوطينهم في لبنان، مؤكداً "ان هذا التوطين غير مرغوب فيه من الفلسطينيين ومرفوض من الشعب اللبناني بكل طوائفه". واعتبر "ان اي معالجة لمشكلة هؤلاء من زاوية انسانية، من دون الأخذ في الإعتبار الحجم السياسي للمشكلة، خطيرة ووهمية". وأكد "ان التوطين سيشكل قنبلة موقوتة تهدد السلام". ويعقد الرئىس الفرنسي جاك شيراك ونظيره اللبناني لقاءً ثنائياً ظهر اليوم. وقال مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة" ان شيراك سيجري مع لحود "تقويماً للعلاقات الفرنسية - اللبنانية خلال الأشهر التسعة الماضية، في محاولة لتنقية الأجواء ووضع أسس جديدة لإعادة دفع العلاقات التي كانت شهدت بعض الإبتعاد منذ تولي الرئيس اللبناني منصبه". وأضاف المصدر ان شيراك "يعتزم الإستماع لما يتوقعه لحود من دور لفرنسا على صعيد المسارين اللبناني - الإسرائىلي والسوري - الإسرائىلي، خصوصاً ان الاوساط الفرنسية تتوقع اعادة تنشيطهما في وقت قريب جداً، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك حدد موعداً لزيارة فرنسا في الشهر الحالي". وقالت مصادر فرنسية مطلعة ان شيراك "سيتطرق مع نظيره اللبناني الى العلاقات الثنائية وأيضاً الى موضوع البروتوكولات المالية الفرنسية التي لا يزال جزء منها غير مستخدم من الطرف اللبناني". وعن دور فرنسا على المسارين، قال المصدر ان لدى شيراك "أفكاراً معينة حول ما يمكن ان تقوم به فرنسا بشأنهما، وسيعرض هذه الافكار على لحود ولكن بعد الاستماع اليه وإلى تطلعاته في هذا الإطار". ويلتقي لحود صباح اليوم الجالية اللبنانية في كندا يرافقه وزير الداخلية ميشال المر ووزير العدل جوزف شاول والدكتور شارل رزق ممثل الرئىس اللبناني لدى مجلس الفرنكوفونية ومدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير ناجي ابي عاصي.