أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان النداء الذي أطلقه والرئيس المصري حسني مبارك لعقد قمة للدول العازمة على انقاذ السلام، لاقى تأييداً إيجابياً عموماً في المنطقة، مشيراً الى ان "المسألة هي اقتراح نظراً الى عدم وصول المبادرة الأميركية الى أي نتيجة الى الآن". وفي مؤتمر صحافي عقده أمس في قصر الصنوبر في اليوم الثالث الأخير من زيارته للبنان، قال "منذ البداية كان مطروحاً استبعاد اسرائيل والمتنازعين عن هذه القمة التي ستكون استكمالاً لقمة شرم الشيخ، على أن تنضم اليها لاحقاً هذه الدول من أجل اعادة دفع هذه العملية". وشدد على "ضرورة اعادة اطلاق العملية السلمية على أسس مدريد وأوسلو وطابا"، مذكراً بأن "الاقتراحات الأميركية معقولة وقبلها الجانب الفلسطيني لكنها لم تصل الى مبتغاها بسبب رفض اسرائيل"، ومعتبراً ان "التغيير في اسرائيل حصل بعد الديناميكية التي اطلقها اسحق رابين وشمعون بيريز وياسر عرفات، ولكن حصل تراجع مقلق وخطر للعملية السلمية". وكرر موقف بلاده من القرار الدولي الرقم 425 الذي قال أنه ناقشه طويلاً مع الجانب اللبناني. وأضاف "انه مثل كل قرارات الأممالمتحدة غير قابل للمناقشة أو اضافة شروط"، معرباً عن أمله "أن يكون السلام شاملاً ليضم سورية ولبنان"، ومجدداً "استعداد فرنسا للمساعدة في أي تدابير أمنية لكنها لا تطرح شيئاً في هذا الاطار". وعن التجارب النووية الهندية والباكستانية، كرر شيراك تنديد بلاده بها، مذكّراً بأن الجهود الدولية الحالية منصبة في اتجاهين: أولهما دفع نيودلهي واسلام أباد الى التوقف عن اجراء تجارب جديدة والثانية توقيع اتفاق عدم انتشار الأسلحة النووية". وكان شيراك سمع من المسؤولين اللبنانيين، وخصوصاً من رئيس الحكومة رفيق الحريري "ان عدم قدرة المجتمع الدولي على الضغط على اسرائيل دفع هذه الدول الى اجراء التجارب من دون الأخذ في الاعتبار التحذيرات الدولية في هذا الشأن". وسئل شيراك عن مخاوف المسيحيين حيال مستقبل لبنان، فشدد على "علاقة بلاده الوثيقة مع لبنان كله وبكل طوائفه"، قائلاً "انها لا تختار بين طائفة وأخرى". وشارك الرئيس الفرنسي في الجلسة الافتتاحية الرسمية للجمعية العمومية الثامنة عشرة للجمعية الدولية لرؤساء البلديات الفرانكوفونيين، خصوصاً انه مؤسسها عام 1979، أثناء رئاسته بلدية باريس، والقى كلمة تناول فيها دور الفرانكوفونية ودور لبنان العائد بقوة والذي سيستضيف القمة الفرانكوفونية عام 2001، وقال "ان تنظيم مؤتمر في قلب بيروت دليل عافية". ودشن شيراك أول لوحة ارشادية في وسط العاصمة تدل الى ساحة الشهداء كتبت باللغتين العربية والفرنسية، وهي واحدة من مئات ستنتشر في المدينة. وكان أشاد بالجهود التي بذلها لبنان "ليعود كما كان قطباً اقليمياً ودولياً وبدور رئيس الحكومة في هذا الشأن. ونوّه في مأدبة عشاء أقامها الحريري على شرفه ليل أول من أمس "بإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية". وبعد مأدبة غداء أقامها شيراك ظهر أمس على شرف الجمعية الدولية الفرانكوفونية في فندق "سمرلند" غادر وزوجته والوفد المرافق بيروت عائداً الى باريس واقيم له وداع رسمي، تقدمه الرئيس الياس الهراوي.