عاد تصاعد العمليات العسكرية الى واجهة الاحداث في جنوبلبنان امس، عشية وصول وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت الى المنطقة ومغادرة الرئىس اللبناني العماد اميل لحود بيروت الى كندا لحضور قمة الدول الفرنكوفونية ولقاء نظيره الفرنسي جاك شيراك. وفيما قتل ثلاثة عناصر من "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لإسرائيل، نتيجة عملية نفذتها المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" داخل الشريط الحدودي المحتل، قصفت المدفعية الاسرائيلية في خرق واضح ل "تفاهم نيسان" عدداً من القرى في القطاع الشرقي الجنوبي والبقاع الغربي، ما أدى الى مقتل مواطنين لبنانيين هما فاطمة الجبلي 35 عاماً وحسن نمر عقل وجرح ثلاثة اخرين في بلدة لبايا البقاع الغربي. وأحصت مصادر امنية سقوط اكثر من مئة قذيفة فوسفورية حارقة ومسمارية احدثت اضراراً مادية جسيمة في المنازل والممتلكات وأشعلت حرائق عدة في محيط نحو 10 قرى. وتحدثت المصادر عن اصابة موقع للجيش اللبناني بأضرار مادية من جراء سقوط خمس قذائف اسرائيلية. وترافق القصف مع غارة اسرائيلية جوية على وادي زلايا في البقاع الغربي على دفعتين واستهدفته بأربعة صواريخ جو - ارض. وأعلنت المقاومة الإسلامية ان مجموعة منها فجرت عند الرابعة والربع من بعد ظهر امس عبوة ناسفة بدورية مشاة "لحدية" كانت تتحرك على طريق معبر زمريا ما ادى الى سقوط كل افرادها بين قتيل وجريح. اضافت "وعند الرابعة والنصف حضرت قوة تعزيزات لحدية لإخلاء الاصابات فتم تفجير عبوة ثانية فيها ما اسفر عن وقوع المزيد من الاصابات". ونقلت "وكالة فرانس برس" عن مصادر امنية ان ثلاثة من ميليشيا "الجنوبي" على الاقل قتلوا في انفجار العبوتين وشوهدت سيارات اسعاف عسكرية تهرع الى المكان لنقل الاصابات. كما نقلت "رويترز" عن مصدر في "الجنوبي" ان قنبلة انفجرت في سيارة جيب تابعة ل"الجنوبي" بالقرب من نقطة تفتيش في زمريا فقتل ثلاثة من افراده. واعلن مساء امس ان اسرائيل طلبت من سكان المناطق الشمالية ملازمة الملاجىء بسبب توقع قصف مضاد من جانب المقاومة اللبنانية. من جهة اخرى سجل رئيس الحكومة سليم الحص، خلال جلسة مجلس الوزراء، "تحفظاً حيال احتمالات التوصل الى اتفاق سلام في وقت قريب نظراً الى سلبية التعاطي الاسرائيلي". فيما اكد المجلس "تمسك لبنان بالسلام العادل والشامل ورفض التوطين الفلسطيني". على صعيد انتقال الرئىس لحود الى مونكتون في كندا، اعربت مصادر ديبلوماسية عن تفاؤلها بلقائه المرتقب مع شيراك، معتبرة ان مجرد حصوله يزيل بعض سوء الفهم الذي كان حصل في السابق. وينتظر ان يلقي لحود كلمة لبنان في قمة الدول الفرنكوفونية، التي تستضيفها بيروت في العام 2001. وتتطلع الاوساط الرسمية والسياسية والديبلوماسية الأوروبية الى اللقاء الذي سيعقده لحود مع شيراك في تحسين العلاقات بين البلدين خصوصاً ان لبنان يتلقى دعماً استثنائياً من فرنسا اقتصادياً في عملية النهوض الاقتصادي وسياسياً في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية وإصراره على تلازم المسارين السوري واللبناني في مفاوضات السلام، في ظل تهيؤ الديبلوماسية الفرنسية لتحرك يقوم به وزير الخارجية هوبير فيدرين الخريف المقبل في المنطقة.