بدا ان المعارضة الصربية العاملة في اطار "التحالف من أجل التغيير" اخفقت في استقطاب مئات الآلاف من مواطني صربيا كالمعتاد في التظاهرات والتجمعات. وجاء ذلك في وقت شهدت بلغراد و19 مدينة اخرى امس تظاهرات، أعلنت المعارضة انها ستتواصل يومياً حتى تحقيق أهدافها في "استقالة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وتشكيل حكومة انتقالية واجراء انتخابات حرة ونزيهة". وقدر المراقبون عدد الذين لبوا دعوة التحالف الى التجمع في ساحة الجمهورية وسط بلغراد، بحوالي 15 ألف متظاهر، أي أقل من خمس الذين حضروا التجمع الذي أقيم امام برلمان المدينة في 19 آب اغسطس الماضي. وعلى رغم ذلك فإن زعيم "التحالف من أجل التغيير" زوران جينجيتش الذي يرأس الحزب الديموقراطي، قال: "ينتظرنا سباق طويل. وعلينا ان نخرج يومياً الى الشوارع كي نرتب أمور صربيا. ميلوشيفيتش شخص سام وسنفرغ سمه قطرة تلو الأخرى". وركز التحالف حملته على اعتبار ان ميلوشيفيتش "مسؤول عن الانحدار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد وما حصل من حملة القصف الاطلسية المدمرة التي أدت الى انسحاب القوات الصربية من كوسوفو ودخول القوة الدولية بقيادة الحلف الاطلسي". ولم تحدث أي مواجهات في هذه التظاهرات مع قوات الشرطة التي عززت انتشارها لحماية المباني الحكومية، لكنها لم تتدخل في التجمعات. ومعلوم ان "التحالف من أجل التغيير" يضم حوالى 30 حزباً صربياً، الا ان غالبيتها صغيرة ولا تتمتع بدعم شعبي، اضافة الى الاشاعات التي ترددها الأجهزة الرسمية ومفادها ان هذه التظاهرات مدعومة من الولاياتالمتحدة وان زعماءها تلقوا مساعدات مالية كبيرة من الدول الغربية، ما يعتبر في النزاعات الصربية الداخلية "خيانة". وتساور الشكوك المراقبين في امكان نجاح المعارضة في تغيير النظام الحاكم في بلغراد طالما اخفقت في تنحية ميلوشيفيتش عن السلطة خلال احتجاجات شتاء 1996 عندما كان معها حزب حركة التجديد الصربية بزعامة فوك دراشكوفيتش الذي يتمتع بتأييد شعبي كبير. ويرفض دراشكوفيتش الانضمام الى التظاهرات لأنه يخشى ان تجر صربيا الى حرب أهلية. ويعتبر ان موافقة الحكومة على اجراء انتخابات مبكرة تمثل حلاً وسطاً ينبغي القبول به. ويسود الاعتقاد في بلغراد ان الحكومة ستعلن اجراء الانتخابات في النصف الأول من العام المقبل وذلك من اجل زيادة الانقسامات بين المعارضة والتقليل من التأييد الشعبي لها.