أثارت المحاولات التي تقوم بها أطراف معارضة في صربيا لإسقاط الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش، اهتماماً كبيراً لدى وسائل الإعلام الدولية، وذلك في تواصل مع المتابعة المعتادة للحملة الغربية ضد النظام القائم في بلغراد، التي بلغت أقصى مداها منذ مطلع العام الجاري، مع التمهيد لغارات حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا. لا شك انه توجد مواقف شعبية متباينة في يوغوسلافيا، مما آلت اليه أمور المواجهة مع الحلف الأطلسي، ويمكن حصرها في أربعة اتجاهات، حسب قوتها الظاهرة: الأول، الساعي للمحافظة على النظام القائم بسلوكه العام، ويتمثل في حزبي الرئيس ميلوشيفيتش الاشتراكي وزوجته ميرا ماركوفيتش اليسار اليوغوسلافي الموحد - الشيوعي. ويعتبر هذا الاتجاه ان ما حصل كان قدر الصرب "نتيجة الحرب غير المتكافئة التي خلت من مواجهات الشجاعة، وبقيت فيها يوغوسلافيا لوحدها بسبب عدم وفاء الحكومة الروسية بالتزاماتها في تقديم أسلحة اعتراضية متطورة للحد من فاعلية الغارات الجوية الأطلسية، اضافة الى تخاذل الأنظمة الاشتراكية واليسارية تجاه الابتزاز الأميركي على رغم علاقاتها الوثيقة مع بلغراد". ويروج الحزبان الاشتراكي واليسار ان الخسارة التي لحقت بالبلاد، كانت ثمناً لا بد منه لمنع الفقدان النهائي لاقليم كوسوفو، الذي ارادته اللوائح التي عرضت أثناء مفاوضات رامبوييه في فرنسا، إذ ان قرار مجلس الأمن الذي أوقف الحرب، حدد الوضع المستقبلي للاقليم ب"الحكم الذاتي لكوسوفو وتأكيد التزام كل الدول الأعضاء بسيادة جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية وكل دول المنطقة وسلامتها الاقليمية على النحو المبين في وثيقة هلسنكي الختامية". ويرى هذا الاتجاه ان المصلحة الوطنية تقتضي "التركيز على إعادة الإعمار اقتداء بتجربة الشعب الصربي في اعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية" وهو ما يتطلب الهدوء العام "وترك تثبيت نوع الحكم وقادته الى قرار الشعب عبر صناديق الاقتراع الذي يمكن تحديد موعده بالاتفاق بين الأحزاب السياسية الرئيسية". ويتميز هذا الموقف بضبط النفس الذي اثبت نجاحه في احتواء المعارضة خلال اضطرابات واحتجاجات سابقة. ويحظى هذا الموقف بتأييد قادة الجيش الذين أكدوا "انهم لن يتدخلوا في الصراعات السياسية الداخلية، لأن واجب الجنود ينحصر في الدفاع عن أراضي البلاد من اعتداء خارجي". يذكر ان ميلوشيفيتش هو من جمهورية الجبل الأسود، وانتقل الى صربيا طفلا في نهاية الحرب العالمية الثانية عندما رحلت والدته الى مدينة بوجاريفاتس 80 كم شرق بلغراد إثر مقتل والده القسيس على يد قوات الانصار الشيوعية، ولا يزال شقيقه بوريسلاف السفير اليوغوسلافي في موسكو يحتفظ بسجل انتمائه القومي الى الجبل الأسود، اما ميرا ماركوفيتش زوجة ميلوشيفيتش التي تعرف عليها أثناء دراسته في كلية الحقوق في جامعة بلغراد فهي من عائلة صربية عريقة تبوأت مراكز حكومية رفيعة في النظام الشيوعي اليوغوسلافي، وهو ما جعلها تحتفظ باللقب المرموق لاسرتها ماركوفيتش من دون تبني لقب زوجها ميلوشيفيتش الوضيع، كما هي التقاليد الزوجية الصربية، وينسب الى أسرتها الكثير من الفضل في بروز ميلوشيفيتش على مسرح السلطة في صربيا. شيشيلي ويتجلى الاتجاه الثاني في الحزب الراديكالي 81 مقعداً في البرلمان المتكون من 250 نائباً الذي هو القوة السياسية الثانية بعد التكتل الاشتراكي - اليساري 110 نواب في الساحة الصربية، وكاد مؤسسه وزعيمه فويسلاف شيشيلي يفوز برئاسة جمهورية صربيا في الانتخابات التي اجريت نهاية 1997 التي تعاونت فيها الأطراف "الاصلاحية" والمحسوبة على الدول الغربية لإنجاح مرشح الحزب الاشتراكي ميلان ميلوتينوفيتش رئيس صربيا الحالي المدعوم من ميلوشيفيتش. ويمثل الحزب الراديكالي أكثر التنظيمات القائمة تطرفاً في مراعاة المصالح العرقية الصربية والعمل على تحقيق أهدافها المتوارثة والآنية، وهو يشكل امتداداً للتنظيمات شبه العسكرية الصربية قبل وخلال الحرب العالمية الثانية المسماة "تشيتنيك". ويتميز هذا الحزب بأنه لا يؤمن بتجمعات الساحات وتظاهرات الشوارع، وانما يعتمد على صناديق الاقتراع التي يتنافس فيها مع الأحزاب الأخرى وحيداً من دون الدخول في تحالف انتخابي مع أي جهة سياسية، ويبرز زعيمه شيشيلي من خلاله بأنه ثابت في مبادئه وتصريحاته الى حد أن سلوكه العام بات مكشوفاً في الابتعاد عن المراوغات السياسية ومقارعة المافيات الداخلية والكسب غير المشروع ورفض المساعدات المالية سواء كانت من اغنياء الصرب أو جهات أجنبية. ويعتبر الحزب الراديكالي المرحلة الراهنة "حياة أو موت" بالنسبة للصرب، لذلك فقد دخل في ائتلاف حكومي مع التكتل الاشتراكي - اليساري، ويشغل شيشيلي منصب نائب رئيس الحكومة الصربية، وأكد انه "سيبقى يدعم الرئيس ميلوشيفيتش على رغم كل مساوئه، ليس حباً به وانما كرهاً للإدارة الأميركية التي تعاديه، وانطلاقاً من مبادئ التضامن الصربي ضد التحديات الخارجية". ويتردد ان شيشيلي مدرج في اللوائح السرية لمحكمة جرائم الحرب في لاهاي، استناداً الى تهم ممارسات ضد الانسانية منسوبة الى جماعات حزبه المسلحة التي قاتلت المسلمين والكروات في الحرب البوسنية، وطالما علق على ذلك بأنه مستعد للمثول طوعاً أمام أي محكمة دولية، بما فيها الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، شريطة توافر الضمانات بأن لا يكون في هيئتها القضائية التي تحاكمه "أي اميركي كي لا تتحول الدعوى من تحقيق العدالة الى مهزلة ذات مقاصد سياسية، كما هي الحال في لاهاي حتى الآن". وتتجلى الصفات الخاصة بالحزب الراديكالي في سجل حياة رئيسه شيشيلي، الذي ولد في العاصمة البوسنية ساراييفو، وعلى رغم ان لقبه "شيشيلي" ذو مدلولات كرواتية، فإنه يصر على أنه من صربيا اباً عن جد، واعتاد العيش والعمل في داخل دائرة التطرف الشديدة، الى حد الدقة المتناهية في تأدية التزاماته والعصامية في تنظيم أوقاته بين المهمات الحزبية والقراءة والكتابة والمسؤوليات العائلية. ويصف ذلك بنفسه بأنه صار جزءاً من حياته منذ انخراطه في التنظيمات الشيوعية خلال دراسته في جامعة ساراييفو التي نال فيها شهادة الدكتوراه في الحقوق بدرجة امتياز عام 1979 وعمره 25 سنة، وحكم عليه بعد ذلك بخمس سنوات بالسجن 8 سنوات "بسبب انتقاداته اللاذعة في محاضراته ومؤلفاته لأسلوب التطبيق المنحرف للشيوعية في يوغوسلافيا"، لكنه أخلي سبيله بعد 22 شهراً إثر الضجة الشعبية التي أثارها اضرابه عن الطعام 42 يوماً وقراره بالاستمرار فيه حتى الموت إذا لم يفرج عنه. وانتقل الى بلغراد حيث التقى الأديب القومي فوك دراشكوفيتش وصارا صديقين حميمين، وشكلا معاً حزب "النهضة الصربية الجديدة" الذي انسحب منه شيشيلي بعد وقت قصير مؤسساً الحزب "الراديكالي الصربي"، لأن دراشكوفيتش "لم يكن قومياً في التطبيق العملي بما فيه الكفاية". دراشكوفيتش والاتجاه الثالث يشكله حزب "النهضة الصربية الجديدة" ثالث تنظيم سياسي من حيث القوة في صربيا 46 نائباً في البرلمان ويوصف بأنه يتسم بالاعتدال في الالتزام بالأهداف القومية، وذلك اعتماداً على النهج الذي يسعى زعيمه فوك دراشكوفيتش للظهور به، خصوصاً أمام الدول الغربية. ويمثل دراشكوفيتش تياراً أدبياً قومياً، وله كتب وروايات عدة مطبوعة، وهي التي جعلته وجهاً مألوفاً على النطاق الصربي عموماً، على رغم مولده ونشأته في منطقة منعزلة في مقاطعة فويفودينا شمال صربيا، ويحمل شهادة جامعية في القانون. لكن دراشكوفيتش لم يستطع ان يتقدم كثيراً على مستوى الشارع اليوغوسلافي، وذلك نتيجة سلبياته التي يتناقلها الصرب، فهو مخمور في غالب الأوقات، وليس له قرار ثابت الى حد أنه كثيراً ما اطلق ثلاثة آراء متضاربة في موضوع سياسي واحد وفي يوم واحد، وهو ارتجالي في تصرفاته ومن ذلك دعوته الى عودة النظام الملكي الصربي فوراً وزيادة صلاحيات الكنيسة الارثوذكسية الصربية للتدخل في الأمور السياسية، والتشدد مع مطالب الألبان في كوسوفو حتى في الحكم الذاتي والقبول أخيراً برغبات رئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش بمزيد من الاستقلالية لجمهوريته، بعدما كان من أشد خصومه، هذا اضافة الى مشاكله وعقده خصوصاً من قبل زوجته دانيتسا التي تسيطر عليه حتى في سلوكه السياسي الى حد جعلها في الهيئة القيادية لحزبه، على رغم استياء أعضاء كثر من ذلك بسبب عنفها وتعاليها، لذلك فإن الشعب الصربي يرى دراشكوفيتش كاتباً مرموقاً تنبغي قراءة مؤلفاته، وسياسياً هاوياً من الصعب عليه أن يقود شعباً يعاني من آلام شديدة. وعلى رغم ان دراشكوفيتش، يستطيع بخطبه ذات اللغة الأدبية البليغة وشخصيته المعروفة ان يجمع حوله حوالى 200 ألف متظاهر، إلا أن التجارب الماضية دلت على أنه لا يستطيع السير حتى نهاية المطاف مع المعارضين الذين يتحالف معهم، وقد ينقلب عليهم ويتعاون مع ميلوشيفيتش، وهو ما يصفه نقاده به بأنه "لا يتورع عن حماية ميلوشيفيتش من السقوط، اذا لم يكن نفسه دراشكوفيتش البديل المؤكد". وكان دراشكوفيتش، قاد تظاهرات صاخبة في بلغراد نهاية 1996 ومطلع 1997 ضد ما سمته المعارضة في حينه بتزوير السلطة للانتخابات المحلية، وكان يقف الى جانبه دائماً رئيس الحزب الديموقراطي زوران جينجيتش، لكنه سرعان ما دبت القطيعة بينهما نتيجة رفض جينجيتش تأييد ترشيح دراشكوفيتش في انتخابات رئاسة صربيا التي أجريت نهاية عام 1997، واتهم دراشكوفيتش جينجيتش بالخيانة الوطنية، وأقسم بعدم التعاون معه مستقبلاً تحت أي ظرف كان، ويبدو أنه لا يزال ملتزماً بقسمه حتى في تجاهل الرد على تحية جينجيتش. جينجيتش والاتجاه الرابع يمثله الحزب الديموقراطي الذي يوصف بأنه "ضعيف في داخل صربيا، سمين في خارجها"، إذ أنه على رغم هالة وسائل الاعلام الغربية التي احيط بها زعيمه زوران جينجيتش، فإن هذا الحزب لم يستطع أن يحقق أي نجاح مهم في كل الانتخابات التي شهدتها صربيا حتى الآن، على رغم أنه من أغنى الأحزاب الصربية مالاً ودعاية، نتيجة الدعم الأوروبي والأميركي "المكشوف" له، وتعاونه ودعمه المادي للأحزاب الصغيرة مثل الاشتراكي الديموقراطي والاشتراكي المسيحي والمدني والفلاحين للوقوف إلى جانبه، إضافة إلى الأقليات المجرية والبوشناقية المسلمة وقيادة الجبل الأسود الحالية وأحياناً قطاعاً واسعاً من الألبان المقيمين في صربيا، ويظهر هذا التعاون في الحملة الحالية المناوئة لرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش التي يقودها تحت اسم "التحالف من أجل التغيير" التي لم يستطع ان يجمع في تظاهراتها أكثر من 10 آلاف شخص من مدن يزيد عدد سكانها عن 150 ألف نسمة، إضافة إلى ما ينقله إليها بالحافلات من أماكن أخرى، على رغم أنه اختار أماكن تناسبه لتظاهراته، وهي إما من المدن التي يسيطر الحزب الديموقراطي ومؤيدوه على مجالسها البلدية، أو تلك التي تغلب على سكانها الاقليات العرقية. ويشير المراقبون إلى أن هذا الاخفاق المتواصل للحزب الديموقراطي ناتج عن تحكم زوران جينجيتش في مقدراته، فهو مولود في مدينة شاماتس في شمال البوسنة وهي المدينة التي ينتمي إليها علي عزت بيغوفيتش، وانتقل إلى بلغراد للدراسة في كلية الفلسفة التي تخرج منها عام 1974، وأثناء دراسته دخل في نزاع مع قادة التنظيم الطلابي في جامعة بلغراد على الزعامة، فغادر إلى المانيا الاتحادية وانضم إلى التجمعات الفوضوية الثورية التي كانت نشطة آنذاك، وسكن في دورها الطلابية، وعاد إلى بلغراد بعد اطلاق حرية التنظيم الحزبي في يوغوسلافيا السابقة وانضم إلى الحزب الديموقراطي الذي كان شكله دراغوليوب ميتشونوفيتش الاستاذ الجامعي الشهير حتى أخرجه منه وتولى زعامته، وتقارب مع ميلوشيفيتش الذي جعله مبعوثاً إلى قادة العديد من الدول، لكن ميلوشيفيتش لم يحقق هدفه بجعله رئيساً لحكومة صربيا، فتعاون لبعض الوقت مع زعيم الحزب الراديكالي فويسلاف شيشيلي، وأقام علاقات تنسيقية مع رادوفان كاراجيتش اثناء الحرب البوسنية، ومن ثم التقى مع فوك دراشكوفيتش في تظاهرات نهاية 1996 ومطلع 1997 في بلغراد. وأيد دراشكوفيتش ترشيح جينجيتش لمنصب محافظ بلغراد الذي فاز به، لكن سرعان ما دب بينهما خلاف شديد، وانفصلا ما أدى الى خسارة جينجيتش لمنصب المحافظ. ويعتبر كثيرون من الصرب ان جينجيتش غير جدير بالتأييد، لأنه "يعتمد على الأجانب المشبوهين في الحصول على قيادة الشعب الصربي"، فهو هرب خارج يوغوسلافيا مع اليوم الأول لغارات حلف شمال الأطلسي وطاف الدول الاوروبية معلناً تأييده "للمعتدين على الصرب" واستلم ملايين الدولارات الاميركية والماركات الالمانية "مكافأة لخيانته" ووصفه صرب كوسوفو عندما ذهب اليهم لكسب ودهم بعد انسحاب القوات الصربية بحضور قادة للكنيسة الارثوذكسية الصربية في الاقليم بأنه "يريد ان يلعب دور يهوذا الاسخريوطي في تسليم الصرب الى اعدائهم". النتيجة الراهنة ان تواصل انقسام المعارضة الصربية على نفسها الى حد التشرذم، وتفاقم النزاعات الشخصية بين قادتها، وتشابك ولاءات اطرافها الداخلية والخارجية، يجعل تهديدها للسلطة محدوداً، ويستبعد في كل الأحوال ان تحقق ما افاد به جينجيتش بان المعارضة "قادرة على اخراج مليوني متظاهر للمطالبة باستقالة ميلوشيفيتش". لكن يبدو ان الرئيس ميلوشيفيتش مستعد لإجراء انتخابات مبكرة خلال العام المقبل، على رغم ان التوقعات واستطلاعات الرأي الراهنة تشير الى انه لن يستطيع الحصول على الغالبية البرلمانية المطلقة فيها، وهو ما يفرض عليه التعاون مع حزب آخر، كما هي حاله الآن مع الراديكاليين. اما الوضع في كوسوفو، فإنه بدا انه سيتركه عملياً لمعالجته من قبل قيادة الكنيسة الارثوذكسية الصربية التي تولته منذ انسحاب القوات الصربية، خصوصاً وان البطريرك الصربي بافلي ترك بلغراد وانتقل الى الاقليم، وحقق شوطاً كبيراً في التعاون مع المسؤولين العسكريين والمدنيين الدوليين في كوسوفو، اضافة الى لقاءات مع قياديين البان. الا ان الوضع الاقتصادي الصعب سيبقى مشكلة عسيرة الحل على نظام ميلوشيفيتش، خصوصاً في ظل طوق الحصار الدولي الذي تعاني منه يوغوسلافيا ومتطلبات اعمار ما دمرته الغارات الجوية، وتراجع الانتاج والفاقة المعيشية التي تخيم على غالبية المواطنين. وهذه الحال تحتم ان يبقى الكثير من تقديرات وتقويمات المستقبل مجهولة المصير، بانتظار تطور الاحداث، في مصلحة ميلوشيفيتش او ضده، وقد يلجأ ميلوشيفيتش الى اعادة ترضية دراشكوفيتش، الذي كان الى وقت قريب نائباً لرئيس الحكومة الاتحادية، بمناصب وزارية مهمة له ولحزبه.