تصاعدت حدة المواجهة بين السلطات في بلغراد والمتظاهرين الساعين الى اسقاط نظام الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش، ودعا "التحالف الصربي من أجل التغيير" أنصاره الى مواصلة التظاهر لتحقيق أهدافهم. واجتمعت أطراف المعارضة الصربية في بلغراد أمس الخميس بمبادرة من رئيس حزب المركز الديموقراطي المعتدل دراغوليوب ميتشونوفيتش في محاولة لتوحيد مواقفها لإطاحة ميلوشيفيتش عن السلطة. واستمر رئيس حزب حركة التجديد الصربية قومي فوك دراشكوفيتش في رفضه الانضمام الى التظاهرات الحالية، وأعلن انه يفضل أن يكون التغيير بوسائل مشروعة من دون إراقة دماء "ومن خلال اجراء انتخابات سريعة مبكرة يبدي فيها الشعب رأيه باشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا". الى ذلك أعلن رئيس الحزب الديموقراطي زوران جينجيتش الذي يتزعم "التحالف من أجل التغيير" انه لا بد من استمرار الاحتجاجات حتى تتسلم حكومة انتقالية السلطة "لأن الانتخابات لا يمكن أن تكون حرة أو نزيهة في ظل الحكومة الحالية". ومعلوم ان جينجيتش ودراشكوفيتش شكلا جبهة موحدة مع أحزاب معارضة أخرى باسم "التحالف معاً" أواخر 1996 قادت الاحتجاجات ضد تجاوزات السلطة في الانتخابات المحلية التي جرت آنئذ، لكن سرعان ما حلت القطيعة بينهما وسعى كل منهما الى كسب ود ميلوشيفيتش والتعاون معه، فأصبح جينجيتش سفيراً خاصاً له الى دول بلقانية وأوروبية في حين تولى دراشكوفيتش منصب نائب رئيس الحكومة اليوغوسلافية. وشهدت بلغراد مساء أول من أمس مواجهة عنيفة بين اجهزة الأمن الصربية والمتظاهرين أسفرت عن جرح ما لا يقل عن 60 شخصاً بينهم خمسة من أفراد الشرطة واعتقال 11 من المعارضين. وحصلت هذه التطورات عندما تصدت الشرطة بالهراوات وخراطيم المياه لحوالى 30 ألف متظاهر لمنعهم من السير الى منزل ميلوشيفيتش في ضاحية ديدينيا الراقية وهم على مسافة حوالى خمسة كيلومترات من المنزل. وطالب "التحالف من أجل التغيير" في بيان أصدره أمس أنصاره بمواصلة الضغوط على السلطات الصربية "على رغم الاشتباكات التي حدثت". ودعا التحالف المتظاهرين الى "تجنب المواجهة مع الشرطة والتركيز على الوسائل السلمية الى أن يتنحى ميلوشيفيتش عن الحكم".