} اتفقت المعارضة الصربية على توحيد صفوفها في مواجهة النظام الحاكم في بلغراد. ووضعت شروطاً لمشاركتها في انتخابات مبكرة كان هذا النظام اقترح اجراءها. وشارك في الاتفاق الزعيم البارز فوك دراشكوفيتش، مما عزز مكانة التحالف المعارض الجديد. وحدّت احزاب المعارضة الصربية صفوفها في مواجهة نظام الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. وأعلنت امس الجمعة اتفاقها على الشروط التي تستطيع بموجبها المشاركة في انتخابات مبكرة. وتضمنت هذه الشروط ان تجرى الانتخابات حسب نظام التمثيل النسبي على كافة مستوياتها وتنظمها لجنة عليا تقبل بها كافة الاطراف ويشرف عليها مراقبون محليون وأجانب مع ضمان التحقق من سجلات الناخبين. وشددت الأحزاب المعارضة على "إعداد قوانين جديدة للأحزاب السياسية ووسائل الاعلام في صربيا وطرق تمويلها. وتوفير مجالات دعاية متكافئة لكافة المشاركين في الحملة الانتخابية". وحضر الاجتماع ممثلون عن 21 حزباً رئيسياً معارضاً، غالبيتهم من الخبراء، بينها الاحزاب المنضوية في "التحالف من اجل التغيير" التي يتزعمها رئيس الحزب الديموقراطي زوران جينجيتش و"حركة التجديد الصربية" التي يقودها فوك دراشكوفيتش، اضافة الى التنظيمات السياسية لكل من البوشناق المسلمين في منطقة السنجاق والمجريين في اقليم فويفودينا. وأشار رئيس حزب "المركز الديموقراطي" دراغوليوب ميتشونوفيتش الذي دعا الى الاجتماع في تصريح صحافي امس الى انه "سيتم طرح ما اتفقت عليه المعارضة في مائدتها المستديرة على برلمان صربيا لاستصدار قرار اشتراعي في شأنها". وأوضح انه في حال رفض الائتلاف الحاكم مطالب المعارضة فان "السبيل الوحيد المتبقي سيكون الضغط الجماهيري على السلطة لارغامها على الرضوخ لخيار الانتخابات". وفي اول رد فعل للسلطة الصربية على نتائج اجتماع الاحزاب المعارضة، اعلن نائب رئيس حكومة صربيا رئيس الحزب الراديكالي الصربي فويسلاف شيشيلي أمس، ان "الائتلاف الحاكم لن يعارض انتخابات طارئة في حال عرض الاقتراح وما يتعلق به من مسائل تنظيمية على برلمان صربيا للتصويت عليه حسب الاجراءات الأصولية". ووصف منسق "التحالف من جل التغيير" فلادان باتيتش الاجتماع بأنه كان ناجحاً في جمع كلمة المعارضة "على الأجواء الملائمة لانتخابات حرة وديموقراطية بمقدورها ان تجعل النظام الحالي في صربيا من مخلفات الماضي". وتوقع ان ينضم الآلاف من المواطنين الى التجمع الذي يزمع التحالف اقامته في بلغراد مساء اليوم السبت "للاعراب عن التأييد الشعبي لمساعي المعارضة في ازاحة نظام ميلوشيفيتش عن السلطة". واعتبر مراقبون في بلغراد تقويم "التحالف من أجل التغيير" الايجابي لاجتماع الاحزاب المعارضة بأنه يمثل اتجاهاً جديداً في موقفه للقبول بالحل الانتخابي عوضاً عن ارغام ميلوشيفيتش على التنحي من خلال تظاهرات الشوارع وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة الحاكم السابق للمصرف الوطني اليوغوسلافي دراغوسلاف افراموفيتش للاشراف على الانتخابات. وبدا التحالف مقترباً من موقف "حركة التجديد الصربية" بزعامة دراشكوفيتش التي صرح امينها العام فويسلاف فوكيتشيفيتش قائلاً: "اننا نقترب خطوة خطوة مما تحتاجه صربيا في الوقت الحاضر، اي معارضة موحدة". وأوضح فوكيتشيفيتش ان على المعارضة "الاتفاق على شروط مقبولة لاجراء الانتخابات ورفعها الى السلطة في اول الامر". وأكد ان "حركة التجديد الصربية" ستنضم الى التظاهرات "في حال رفضت السلطة هذه الشروط". وجاء اتفاق المعارضة على شروط الانتخابات وسط الاضطراب السائد في صربيا إثر الحادث الغامض الذي تسبب في اصابة دراشكوفيتش بجروح طفيفة الاحد الماضي.