أفادت صحيفة "صنداي تايمز" الأسبوعية البريطانية، امس، ان جهاز الإستخبارات "أم. آي. 5" فتح تحقيقاً في ملف السياسي المحافظ مايكل بورتيللو 46 عاماً عندما كان يشغل منصب وزير الدفاع منتصف التسعينات بعد إشاعات عن إقامته علاقات جنسية شاذة، وهو أمر كان يمكن ان يؤدي الى تعرضه للإبتزاز. وأضافت ان رئيسة "أم. آي. 5" في ذلك الحين، ستيللا ريمنغتون، نقلت نتائج التحقيق الى رئيس الحكومة السابقة جون ميجور. يأتي هذا التقرير بعد إقرار بورتيللو في مقابلة مع صحيفة "التايمز"، أُجريت في تموز يوليو الماضي، لكنها نشرت قبل أيام، بأنه أقام "تجارب جنسية شاذة" عندما كان شاباً. ويُفترض انه كان يشير الى فترة دراسته في كلية بيتر هاوس في جامعة كيمبردج. ولكن يُزعم أيضاً انه أقام علاقة مع زميله في الحكومة بيتر ليلي، لكن الأخير نفى ذلك نفياً قاطعاً الأسبوع الماضي. ودعا معلّقون بورتيللو الى تحديد نهاية مرحلة تجربته الشاذة وهل لا يزال يشعر بالانجذاب الى الرجال، على أساس ان ذلك يؤثر في إمكان وصوله الى قيادة حزب المحافظين وربما رئاسة الحكومة. ونشرت صحيفة "ميل أون صنداي" مقابلة مع نايجل هارت الذي زعم انه أقام علاقة مع بورتيللو استمرت ثماني سنوات من 1973 الى 1981. وقالت "صنداي تايمز" ان اهتمام "أم. آي. 5" تركز خصوصاً على "مصلحة" مالك متجر هارودز السيد محمد الفايد في موضوع العلاقات الجنسية الشاذة لبورتيللو. إذ يُزعم ان الفايد دعم مالياً مجلة فضائح غير رصينة تُدعى "سبايكد" نشرت ادعاءات عن الحياة الخاصة للسياسي المحافظ. كذلك زعمت مجلة أخرى تُدعى "سكالي واغ" أُقفلت الآن ان كلية بيتر هاوس كانت مركزاً لشبكة شاذين جنسياً ترتبط بأجهزة الإستخبارات البريطانية. وكان بورتيللو خسر مقعده النيابي في الانتخابات العامة في ايار مايو 1997. واللافت هنا انه هُزم أمام مرشح من حزب العمال لا يُخفي انه شاذ جنسياً هو ستيفن تويغ. وفتح إعتراف بورتيللو بأن له ماضياً جنسياً - بعد سنوات من الإشاعات في هذا الشأن - الباب أمامه للترشح عن مقعد دائرة كنزنغتون وتشلسي في لندن الذي خلا بوفاة النائب المحافظ الان كلارك. وتُعتبر هذه الدائرة من الدوائر المعروفة بولائها للمحافظين. واذا فاز بمقعدها، يتوقع ان يُظهر ولاءه لزعيم الحزب وليام هيغ حتى الانتخابات العامة المقبلة، وبعدئذ يمكنه ان يشن حملة ليخلفه في زعامة الحزب. ومنذ هزيمته في الانتخابات الماضية، يُحاول مستشارو بورتيللو إظهاره مظهر المحافظ المعتدل بعدما كان يُنظر اليه انه من اليمين المتشدد. ويُشدد هو في المقابلات معه على أنه يتحدر من اب اسباني لجأ الى بريطانيا. وقد قام بجولات في المناطق تحدث فيها الى الشاذين جنسياً والامهات غير المتزوجات والمشردين. لكن سياسته تجاه اوروبا لا تزال على تشددها، إذ يعارض دخول بريطانيا في العملة الأوروبية الموحدة. وأظهر استطلاع للرأي نشرته "ميل اون صنداي" أمس ان 70 في المئة من الذين استُطلعت آراؤهم، قالوا ان إقرار بورتيللو بماضيه الجنسي لم يؤثر في نظرتهم اليه. ووجد الاستطلاع ان سبعة من أصل كل عشرة مصوّتين محتملين يؤيدون ان يصل الى رئاسة الحكومة شخص له ماض شاذ جنسياً، في حين أيد ستة من أصل كل عشرة وصول شخص لا يزال شاذاً جنسياً الى رئاسة الحكومة. ونسبت "ميل أون صنداي" الى نايجل هارت ان بورتيللو كان يقيم علاقة معه في الوقت الذي كان يقيم علاقة عاطفية مع إمرأة تُدعى كارولين أيدي تزوجها سنة 1981. ويزعم هارت ان كارولين كانت تعرف بالعلاقة التي أقامها مع زوجها. ويقول انه كتب يحتج الى بورتيللو سنة 1994 بعدما عارض الأخير في البرلمان خفض سن الرشد للشاذين جنسياً من 18 الى 16 سنة. ويوضح انه لفته الى كونه خرق القانون عندما أقام معه العلاقة العاطفية، إذ كان لا يزال دون ال 21 عاماً سن الرشد قانونياً في ذلك الوقت.