اعترفت الحكومة البريطانية بوجود اخطاء فى الطريقة التى استخدمت بها تقارير المخابرات لتبرير شن الحرب على العراق.وقال مكتب تونى بلير رئيس الوزراء انه اتخذ اجراءات معينة استنادا الى معلومات وردت فى تقرير للمخابرات فى يناير الماضى وثبت فيما بعد ان مصدر هذه المعلومات بحث اكاديمى . وذكر راديو لندن صباح امس ان مدير الاتصالات فى مكتب بلير كتب الى المخابرات بعد ذلك وطلب منها ان تكون اكثر حرصا فى المستقبل . ومع ذلك فلا تزال الحكومة البريطانية تتمسك بموقفها بشأن التقارير المخابراتية الاخرى. فرئيس الوزراء توني بلير ما زال ينفي ان تكون تلك التقارير قد جرى التلاعب فيها بهدف المبالغة فى التهديد الذى يمثله العراق كمبرر لشن الحرب عليه. على صعيد آخر ما زالت الصحافة البريطانية تلاحق ما اصبح شبه اجماع وسط الرأي العام البريطاني على وجود تلاعب في المعلومات وتضليل للرأي العام. صحيفة (الصنداى التايمز) البريطانية قالت امس في كلمتها الافتتاحية انه بات يتضح مع مرور الايام أنه كان من السخافة الحديث عن خطر تشكله أسلحة الدمار الشامل العراقية التى قال رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير انه كان بوسع الرئيس المخلوع صدام حسين أن يستخدمها فى غضون خمس وأربعين دقيقة. وأضافت انه رغم تصعيد قوات التحالف لعمليات البحث عن تلك الاسلحة فان قدرة صدام على استخدامها أمر يصعب تأكيده .مشيرة فى الوقت ذاته الى أنه من السابق لاوانه القول بأنه لا يمكن العثور على أسلحة كيماوية أو بيولوجية فى العراق. وقالت الصنداى تايمز انه يتعين على بلير القبول بفتح تحقيق حول هذه القضية والا فان الناخبين سيخلصون الى أن رئيس الوزراء يخفى عنهم شيئا ما فى هذه المسألة التى بناء عليها شاركت بريطانيا فى الحرب الى جانب الولاياتالمتحدة ضد العراق. أما صحيفة (الصنداى تلجراف) فتقول ان ادارة بلير باتت أقرب من أى وقت مضى للاقرار بأنها أساءت التصرف بالمعلومات الاستخبارية فى التقرير الذى قدمه رئيس الوزراء حول الاسلحة العراقية المزعومة . واستندت (صنداى تلجراف) فى ذلك الى رسالة بعث بها الستير كامبل مدير الاتصال فى مكتب بلير الى رئيس دائرة الاستخبارات الخارجية حيث اعتذر له حسب الصحيفة عن اساءة استخدام الحكومة لتقرير استخبارى. وتقول الصحيفة ذاتها ان التقرير الحكومى خلط معلومات استخبارية بمعلومات مستقاة من مصادر خارجية غير موثوق بصحتها من بينها أطروحة دكتوراه أنجزت قبل اثنتى عشرة سنة. وتضيف الصحيفة انه من اللائق أن تقدم الحكومة الاعتذار عن هذا التصرف لكنه كان أولى بادارة بلير أن تتحلى بالنزاهة منذ البداية على حد قول الصحيفة. وأوردت (الاندبندنت أون صنداى) مقالا لمايكل بورتيلو الوزير الاسبق والقيادى فى حزب المحافظين المعارض هاجم فيه أطروحة بلير حول الاسلحة العراقية المزعومة. ويقول بورتيلو الذى سبق له أن نافس أيان دانكن سميث على زعامة حزب المحافظين انه دعم بلير فى مسعاه لشن الحرب على العراق لكنه ينتقد تصريح بلير أخيرا بأن الاهم بعد تحقيق النصر فى العراق هو العمل على اعادة الامن وتمكين العراقيين من الاستفادة مجددا من الخدمات الاساسية. ويقول بورتيلو ان الامر الاهم هو البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية ومختبرات انتاجها لمنع وقوعها بين أيدى عناصر تنظيم القاعدة حتى لا تستخدمها ضد المدن البريطانية.