يُتوقع ان يتجاوز متوسط اسعار النفط 16 دولاراً للبرميل السنة الجارية لاستمرار منظمة "اوبك" في خفض الانتاج الفعلي ما ادى الى ارتفاع طاقتها الفائضة الى نحو سبعة ملايين برميل يومياً. وقال خبراء ان منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" قلصت انتاجها بأكثر من 1.5 مليون برميل يومياً منذ ان ابرمت اتفاق الخفض مع دول منتجة اخرى في آذار مارس الماضي ليصل انتاجها الفعلي الى نحو 26.2 مليون برميل يومياً. واشاروا الى ان الدول النفطية من خارج "اوبك" تنتج في حدود طاقتها الانتاجية القصوى ما يؤكد دور المنتج المرن الذي تقوم به المنظمة لضمان استقرار اسعار النفط بعدما هوت الى اقل من 10 دولارات للبرميل. وقال محمد علي زيني من مركز دراسات الطاقة الدولي في لندن: "ان التزام اوبك شبه الكلي وتعاون دول منتجة اخرى مع المنظمة كان العامل الرئيسي في دعم الاسعار الذي يُعتبر في مصلحة جميع الدول المنتجة". واضاف في اتصال مع "الحياة" ان الخفوضات في انتاج "اوبك" السنة الجارية والعام الماضي "ادت الى ارتفاع الطاقة الفائضة للمنظمة الى نحو 7.1 مليون برميل يومياً مقابل انتاج مقارب للطاقة القصوى في الدول الاخرى". وافاد تقرير للمركز بان المملكة العربية السعودية، التي تسيطر على نحو ربع احتياط النفط الدولي المثبت، استحوذت على ما يقارب النصف اذ بلغت طاقتها الفائضة 3.2 مليون برميل يومياً ما يعكس التزامها الخفوضات الاخيرة. وجاءت فنزويلا في المرتبة الثانية بطاقة اضافية وصلت الى نحو مليون برميل يومياً في حين بلغت 700 الف برميل يومياً في الكويت و650 الف برميل يومياً في الامارات العربية المتحدة و500 الف برميل يومياً في ايران. وقال السيد زيني ان الدول المنتجة الاخرى كانت اقل التزاماً من "اوبك" اذ كان الخفض في بعض هذه الدول جزئياً في حين لم يحدث خفض فعلي في دول اخرى خصوصاً روسيا التي "اظهرت دعماً معنوياً فقط بسبب صعوباتها المالية". واضاف: "من اهم اسباب ارتفاع الاسعار اخيراً ضخامة الخفض في اوبك والدعم النفسي والمعنوي الذي قدمته الدول المنتجة الاخرى بعدما تضررت هي الاخرى من تدهور الاسعار... واعتقد ان استمرار عملية التنسيق بين اوبك وتلك الدول في اي قرار يتعلق بالانتاج في السنة 2000 ضروري جداً لاستقرار السوق". وفي تصريحات صحافية امس رويترز شدد وزير الطاقة النروجي توري ساندفولد على ضرورة استمرار التنسيق بين الدول المنتجة للابقاء على الخفوضات الحالية والحفاظ على مستوى الاسعار. واشار الى ان النروج، وهي من اهم الدول النفطية المستقلة، خفضت انتاجها بموجب اتفاق مع "اوبك" لكنه لم يحدد مدى الخفض. وكانت النروج وافقت على خفض 200 الف برميل يومياً السنة الجارية في حين اعلنت المكسيك، التي لعبت الدور الرئيسي في اتفاقات الخفض، نيتها تقليص 325 الف برميل يومياً وسلطنه عمان نحو 110 الاف برميل يومياً. وادى انخفاض الانتاج الى ازالة معظم الفائض المتراكم من العام الماضي وبالتالي ارتفاع سعر خام "برنت" الى اكثر من ضعفي مستواه مطلع السنة الجارية اذ تجاوز 20 دولاراً للبرميل اخيرا. وتوقع جون تولستر من دار الوساطة "سوستيه جنرال ستراوس تورنيل" ان يصل سعر "برنت" الى اعلى مستوى له منذ حرب الخليج الثانية في اواخر السنة الجارية ليبلغ متوسطه اكثر من 18 دولاراً للبرميل في الربع الاخير. وقال ان مركزه توقع في وقت سابق متوسط سعر عند 16 دولاراً للبرميل سنة 1999 لكنه سيرفع تقديراته بعد التحسن الاخير في الاسعار. واضاف "وهناك توقعات بأن يتجاوز متوسط السعر 18 دولاراً للبرميل السنة المقبلة لانه يبدو ان اوبك مصممة على الحفاظ على هذا الوضع... واعتقد انه من الضروري ان تنسق مع الدول المنتجة الاخرى في اي قرار لها السنة المقبلة في شأن سقف الانتاج لان دعم هذه الدول يشكل عاملاً نفسياً جيداً للسوق".