لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - واصلت أسعار النفط ارتفاعها في الاسواق الدولية امس متلقية دعماً من تصريحات ناطق بلسان حزب العمال النروجي المعارض قال في اوسلو امس ان تخفيضاً في انتاج نفط النروج "ليس مستحيلا". وارتفع سعر خام القياس البريطاني "برنت" تسليم أيار مايو امس الى 15.55 دولار البرميل بزيادة 11 سنتاً على سعر الاقفال في بورصة النفط الدولية في لندن اول من امس. وكان العماليون في البرلمان النروجي، الذين ابعدوا عن السلطة بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في كانون الاول ديسمبر الماضي، رفضوا اول من امس في اجتماع للجنة الشؤون الخارجية اقتراحاً للحكومة الجديدة يهدف الى تخفيض انتاج النروج "تعبيراً عن التضامن" مع الدول المنتجة الاخرى. وكانت وزيرة النفط النروجية ماريت ارنشتاد قالت اول من امس انها ستواصل السعي من اجل خفض الانتاج على رغم معارضة الغالبية لخفض انتاج النروج التي تعتبر ثاني اكبر مصدّر للنفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية وتنتج نحو 3.2 مليون برميل يومياً. واقترحت الحكومة النروجية الانضمام الى منتجين آخرين خارج "اوبك" لخفض انتاج النروج بما بين 100 و 150 الف برميل يوميا بهدف دعم الاسعار التي تراجعت في فترة سابقة من الشهر الجاري الى ادنى مستوى منذ تسع سنوات. وقالت وزيرة النفط النروجية ان هناك خطرا في ان اسعار النفط قد تهبط الى اقل من عشرة دولارات للبرميل اذا لم تتخذ اي اجراءات. وبموجب اتفاق الرياض يتوقع ان تخفض جميع اعضاء "اوبك"، باستثناء العراق، وست دول منتجة للنفط خارج "اوبك"، الانتاج اعتبارا من الاول من نيسان ابريل المقبل وحتى نهاية السنة الجارية. ويبلغ حجم الخفض الذي تعهدت به الدول المنتجة داخل وخارج "اوبك" حتى صباح امس 1.4 مليون برميل يوميا من بينها 1.25 مليون برميل من "اوبك". ويذكر ان لقاء الرياض الذي شارك فيه وزراء نفط السعودية وفنزويلا والمكسيك اتفق على خفض الانتاج بين 6.1 و2 مليون برميل يومياً. وقالت اندونيسيا امس انها ستخفض انتاجها 70 الف برميل يوميا عن الحصة التي خصصتها لها "اوبك" ومقدارها 1.46 مليون برميل يوميا، علما ان هذا الخفض لن يؤثر على المعروض النفطي العالمي نظراً الى ان اندونيسيا لم تتمكن في الفترة الاخيرة من ضخ اكثر من 1.37 مليون برميل يوميا. كما قالت نيجيريا امس انها طالبت شركات النفط خفض الانتاج بنسبة ستة في المئة تعادل نحو 125 الف برميل يومياً من حصتها في "اوبك" التي تبلغ 2.042 مليون برميل يومياً. وقالت مصادر السوق في لندن امس ان الاسعار تلقت دعماً ايضا من اقتراب موعد الاجتماع الطارئ لمنظمة البلدان المصدرة للنفط اوبك الذي يتوقع ان يصادق على اتفاق الرياض لخفض الانتاج. واشارت المصادر الى ان المتعاملين اقبلوا على اعادة شراء كميات من النفط سبقوا ان باعوها قبل مطلع الاسبوع، تحسباً لنتيجة اجتماع "اوبك" في فيينا بعد غد الاثنين. لكن على رغم ارتفاع الاسعار خلال الايام القليلة الماضية، قالت وكالة الطاقة الدولية امس ان التخفيضات المقترحة لن تكفي لاستيعاب الفائض في الاسواق النفطية، مشيرة الى احتمال هبوط الاسعار ثانية. من جهة ثانية أعلن مسؤول عراقي امس أن العراق زاد انتاجه من النفط لتعويض تراجع أسعار النفط الخام من دون أن يحدد قيمة هذه الزيادة. وقال صدام زبن الحسن المدير التنفيذي لهيئة التسويق النفطي إن الانخفاض السائد في أسعار النفط وتدني مستوياتها اخيرا تسبب في زيادة الكميات لتحقيق مبلغ البليوني دولار كل ستة أشهر في اطار المرحلة الثالثة لمذكرة التفاهم.