ظهرت بوادر مواجهة جديدة بين الولاياتالمتحدة والاصوليين المصريين بعدما ايّدت محكمة الاستئناف الاميركية ادانة زعيم "الجماعة الاسلامية" الدكتور عمر عبدالرحمن وتسعة من اتباعه ب"التآمر لشن حملة ارهاب في اميركا"، وهو تطور يعتبر انصار الشيخ الضرير انه "يفتح على اميركا باباً جديداً من المواجهة مع الاسلاميين". وكانت محكمة فيديرالية حكمت سنة 1995 بالسجن مدى الحياة لعبدالرحمن واصولي مصري آخر هو سيد نصير الذي كان حصل على البراءة عام 1990 في قضية اغتيال الحاخام الاسرائيلي مائير كاهانا. كما قضت بالسجن لفترات تراوح بين 25 و57 سنة في حق ثمانية متهمين آخرين، بعدما دانتهم بأنهم تورطوا في مؤامرة واسعة تضمنت تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك في شباط فبراير 1993 والتخطيط لنسف مقر الاممالمتحدة وجسور وانفاق مؤدية الى نيويورك والإعداد لتنفيذ محاولة لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك اثناء زيارة له لأميركا في العام نفسه. واعرب السيد عبدالله عبدالرحمن، ابن الشيخ المصري، عن صدمته لصدور حكم الاستئناف "بهذا الشكل المستفز". واستنكر "الاجراءات الاميركية التي هدفت، منذ القبض على الشيخ، الى اهانته وتحقيره والانتقام منه". واستغرب صدور الحكم على هذا النحو "على رغم اشارات ايجابية تتعلق بقضية الشيخ ظهرت حينما وافقت السفارة الاميركية الاسبوع الماضي على منح زوجته السيدة عائشة حسن وشقيقه السيد احمد علي عبدالرحمن تأشيرتي دخول لزيارته في السجن". واعتبرت محكمة الاستئناف في نيويورك ان المتهمين العشرة "حصلوا على محاكمة عادلة وكاملة أمام هيئة محلفين استمرت تسعة شهور وتوفر لهم دفاع قوي على يد محام كفء". وخلصت الى ان "كل الدعاوى التي اثارها المتهمون في استئنافهم ليست لها اي اسانيد وجيهة". واستثنت المحكمة المتهم ابراهيم الجبروني من تثبيت الحكم الصادر ضده بالسجن لمدة 57 سنة. اذ وافقت على اعادة النظر فيه "لأسباب فنية"، لكنها تركت القرار النهائي للقاضي. ويتألف قرار المحكمة من 165 صفحة، واتُخذ بالاجماع. واكد السيد منتصر الزيات، محامي عبدالرحمن في مصر، ان التطور الاخير "يزيد من عداء الاسلاميين لاميركا". وقال ل"الحياة": "اذا كانت اميركا مازالت تعاني فزعاً ورعباً من بعض الفصائل الاسلامية كما هي الحال مع اسامة بن لادن وايمن الظواهري، فإنها بهذا الحكم ستفتح جبهة جديدة مع اسلاميين اخرين اعلنوا مرارا انهم لن يتخلوا عن قضية الشيخ". وأضاف: "ما زلت اؤمن بأن الشيخ بريء من كل التهم التي نسبت اليه وانه يواجه تهماً سياسية وليست جنائية" ووصف الزيات النظام القضائي الاميركي بأنه "معيب"، موضحاً انه شارك في الدفاع عن نصير في قضية الحاخام كاهانا وايقن ان المحلفين "يخضعون عادة للضغوط الاعلامية". لكن الزيات رفض الربط بين الحكم الاخير وانباء ترددت عن عزم اميركا على اطلاق الشيخ لاسباب صحية واعلان القاهرة استعدادها لاستقباله واعادة محاكمته في مصر. واضاف ان "اميركا تحاول الايحاء بأن اجراءات المحاكمة الاولى كانت سليمة ومسألة اعادته لمصر تتعلق بأمور سيادية ومن حق الادارة الاميركية ان تطلقه لاسباب صحية".