تشاهد مصر كسوف الشمس على هيئة كسوف جزئي واستعد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لاتخاذ الاستعدادات اللازمة لرصد وتتبع مراحله وتم اعداد المنظار الشمسي في حلوان وتزويده بكاميرا قمرية تمكن من رصد المراحل المختلفة للكسوف. وقال الدكتور عبدالفتاح جلال رئيس المعهد إن كسوف الاربعاء سيبدأ في تمام الساعة الواحدة وعشر دقائق ظهراً وينتهي في تمام الساعة الرابعة الا خمس دقائق. وأشار إلى أن الاسكندريةوالقاهرة تعدان من افضل المواقع في مصر التي يمكن مشاهدة الكسوف فيهما لقربهما من الكسوف المركزي. وقال إن هواة الفلك يمكنهم مشاهدة الكسوف في مصر في أوضح مراحله ما بين الثانية والثانية والنصف بعد الظهر حيث يغطي القمر جزءاً كبيراً من قرص الشمس ويقل لمعانه. وأشار إلى أن الحسابات الفلكية التي أجراها علماء المعهد اشارت الى ان اول التقاء لقرص القمر مع قرص الشمس سيتم في الساعة الواحدة وتسع دقائق وخمسين ثانية ومنتصفه سيكون حوالي الساعة الثانية بعد الظهر كما يغادر قرص القمر قرص الشمس وينتهي الكسوف الساعة الثالثة و55 دقيقة و30 ثانية بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة. وقال الدكتور جلال إن المعهد يتصل بصفة مستمرة بالمراصد العالمية للتنسيق بينها في رصد الكسوف الكلي للشمس وتبادل نتائج الارصاد الفلكية، مشيراً إلى أن المعهد أوفد عدداً من الباحثين لحضور المدرسة الفلكية التي يعقدها الاتحاد الدولي الفلكي في رومانيا وتلقى فيها محاضرات في الفيزياء الفلكية وفيزياء العلاقة بين الارض والشمس. وذكر ان الفرصة ستتاح أمام المشاركين في هذه المدرسة من مختلف دول العالم لمشاهدة الكسوف الكلي للشمس الذي يهتم به العلماء شرقاً وغرباً وتعد له البرامج العلمية مسبقاً للاستفادة منه في دراسة الشمس وتأثيرها على الأرض. وأوضح الدكتور جلال ان المتابعات الفلكية التي اجراها علماء المعهد اكدت انه على مدى القرن الجاري أي منذ العام 1900 وحتى 1999 حدث 77 كسوفاً كلياً للشمس كان اطولها الذي حدث في 20 حزيران يونيو العام 1955 وكانت مدته 7 دقائق و7 ثوان. وقال إن شهر تموز يوليو المقبل يشهد ظاهرة فلكية نادرة حيث سيحدث كسوفان للشمس في اليوم الاول من الشهر ويوم 31 من الشهر نفسه، مشيراً إلى أن كلاً من الكسوفين سيكون حلقيا وان العام المقبل سيحدث فيه 4 كسوفات جزئية للشمس ولن ترى مصر أياً منها بينما يحدث في العام 2001 كسوف حلقي وآخر كلي وفي العام 2002 تشهد الأرض كسوفاً حلقياً في شهر حزيران يونيو وآخر كلياً في شهر كانون الاول ديسمبر. وأوضح الدكتور جلال ان الكسوف الشمسي يحدث عندما يقع القمر على الخط الواصل بين الشمس والأرض ويخبأ قرص الشمس عن بعض المناطق على الأرض وقد يحجب القمر اجزاء من قرص الشمس ويشاهد الكسوف جزئياً في هذه الحالة كما سيحدث في مصر يوم الاربعاء. وأضاف ان القمر قد يحجب المنطقة الوسطى من قرص الشمس ويحدث الكسوف الحلقي حيث تبدو الشمس كحلقة من النور، مشيراً إلى أن هذا التباين من حالات الكسوف يرجع الى تذبذب المسافة بين القمر والأرض ما بين 370 ألفاً إلى 405 آلاف كيلومترات، وقال إنه عند ما يكون القمر قريباً من الارض تسنح الفرصة لحدوث الكسوف الكلي وعندما يكون القمر بعيداً بعض الشيء يحدث الكسوف الجزئي والحلقي. وكان الدكتور جلال أعلن قبل يومين ان معهد البحوث الفلكية سيفتح ابوابه للجمهور ليتمكن الراغبون في تتبع الظاهرة باستخدام مرشحات يوفرها المعهد لهم بالمجان.