استقال أربعة من كبار الاعضاء في اللجنة التنفيذية لحزب الفضيلة الاسلامي في تركيا، ما اعتبرته الصحف اشارة الى تحد تواجهه محاولات رئيس الوزراء السابق نجم الدين اربكان استعادة السيطرة على الحزب الذي خلف "الرفاه" المحظور. أنقرة - رويترز - قدم أربعة من كبار الاعضاء في اللجنة التنفيذية لحزب الفضيلة استقالاتهم في وقت متأخر من مساء اول من أمس الاثنين. وبينهم نائب رئيس الحزب عبدالله غول. وتأتي الاستقالات في تحد واضح لرئيس الوزراء السابق نجم الدين اربكان الذي يسعى الى السيطرة على الحزب من وراء الستار على الرغم من حظر قانوني يمنعه من ممارسة اي نشاط سياسي. ووصفت الصحف التركية هذا التطور بأنه اشارة الى انقسام كبير حول السيطرة على الحزب الذي خلف "الرفاه" بعد حظر الاخير. وتفاعلت القضية عندما اقدم زعيم "الفضيلة" رجائي قطان مساء اول من امس على تعيين ثلاثة موالين لاربكان في اللجنة التنفيذية، ما حدا بغول وثلاثة آخرين الى الاستقالة. ونقلت وكالة انباء "الاناضول" شبه الرسمية عن احد هؤلاء قوله: "نعتقد ان الامور لا يمكن ان تسير هكذا". ونشرت صحيفة "ميلييت" ان "اربكان تسبب في انقسام الحزب باصدار اوامر بتعيين اشخاص مقربين منه" في اللجنة التنفيذية. ومعلوم ان "الفضيلة" لم يحقق النتائج التي كان يتوقعها في الانتخابات العامة في نيسان ابريل الماضي، علما انه لا يزال الحزب المعارض الرئيسي في البرلمان. وكان "الرفاه" أكبر حزب في البرلمان السابق ودخل في ائتلاف حكومي لمدة عام تولى خلاله اربكان رئاسة الوزراء الى ان ادى ضغط القوات المسلحة العلمانية الى انهيار حكومته عام 1997. وبعد ستة اشهر من انهيار هذه الحكومة حظرت محكمة تركية حزب "الرفاه" ومنعت اربكان من ممارسة اي نشاطات سياسية. وانتقل اعضاء "الرفاه" الى حزب جديد شكلوه تحت اسم الفضيلة واصبح لاربكان نفوذ كبير فيه من وراء الستار. وحزب الفضيلة مهدد ايضا بالحظر بسبب دعوى قانونية اقامها الادعاء العام ضده متهما اياه بتهديد النظام العلماني. كما طالب الادعاء بطرد نواب الحزب من البرلمان وعددهم 110 ومنعهم من ممارسة اي نشاط سياسي. وكان رئيس بلدية اسطنبول السابق رجب طيب اردوغان المرشح الابرز لزعامة الحزب أطلق من السجن مطلع الاسبوع. وكان صدر حكم عليه بالسجن اربعة اشهر لانه القى قصيدة شعرية وصفت بانها تهين القوات المسلحة.