بدأ وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني الدكتور سليمان أبو عليم في بغداد امس محادثات مع المسؤولين العراقيين استهدفت توسيع التعاون الأردني - العراقي في مجال النفط. وقال أبو عليم ان بلاده تريد الفوز بنصيب في عمليات تطوير آبار النفط العراقية. وأضاف الوزير في مؤتمر صحافي في بغداد بعد اجتماعه مع وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد ان "شركة البترول الوطنية الأردنية" درست بعض آبار النفط العراقية وتوصلت لبعض النتائج. وأضاف ان المدير العام للشركة زار بغداد في الفترة الأخيرة وبحث مع مسؤولين عراقيين في كيفية مشاركة الأردن في تطوير حقول نفط عراقية. وتابع ان الأمر سيبحث مرة أخرى ولكن ذلك يعتمد على الجانب العراقي. ولم يحدد أبو عليم اسماء آبار النفط المقترحة أو متى سيوقع الجانبان صفقة بهذا الخصوص. وأوضح مصدر في وزارة الطاقة الأردنية ل"الحياة" ان الوزر الأردني يبحث في بغداد التي توجه اليها أول من أمس في تطوير "شركة البترول الأردنية" حقل نفطي في العراق على الحدود القريبة من الأردن. و"شركة البترول الأردنية" شركة أردنية - عراقية مشتركة تم الاتفاق على تأسيسها عام 1997 بهدف التنقيب عن النفط واستكشافه وتطوير بعض الحقول في كل من الأردنوالعراق. كما يبحث الوزير في بغداد في وسيلة نقل النفط العراقي الى الأردن. وقال المصدر ان الأردن سيطلب من العراق الاستمرار في انشاء أنبوب النفط الذي اتفق عليه في العام الماضي في الوقت الذي سيواصل الأردن نقل النفط العراقي الخام في صهاريج تعبر الحدود محملة بالنفط في شكل يومي حتى منتصف العام المقبل. وينقل أكثر من 400 صهريج أردني يومياً ما يقرب من 90 ألف برميل نفط يومياً من العراق الى الأردن بموجب اتفاق نفطي يجدد سنوياً بين البلدين، وذلك منذ ان بدأ الأردن في الحصول على حاجاته النفطية من العراق بموجب استثناء من الاممالمتحدة التي تفرض حظراً على تصدير النفط العراقي منذ غزوه للكويت عام 1990. أما أنبوب النفط، الذي اتفق البلدان على انشائه بهدف استخدامه في نقل النفط العراقي الى الأردن، فيمتد من مدينة الحدثية الواقعة في شمال غربي العراق، والقريبة من الحدود الأردنية، الى مدينة الزرقاء، حيث تقع مصفاة البترول الوحيدة في الأردن، والتي تتولى تكرير النفط الخام الذي يصل اليها في الصهاريج ثم تطرحه في الاسواق. ويقدر طول الانبوب المشار اليه بنحو 750 كلم وتبلغ تكاليف انشائه نحو 150 مليون دولار. الى ذلك، قدر السيد خلدون أبو حسان، رئيس غرفة صناعة عمان حجم التبادل التجاري بين الأردنوالعراق في العام الماضي بنحو 348 مليون دولار، مقابل 506 مليون دولار عام 1997، أي بتراجع نسبته 31 في المئة. وقال وزير النفط العراقي في المؤتمر الصحافي ان طاقة العراق التصديرية قد تصل في نهاية الامر الى ستة ملايين برميل يومياً. وبلغت الصادرات في الفترة الاخيرة بمقتضى اتفاق النفط مقابل الغذاء مع الاممالمتحدة 2.2 مليون برميل يومياً ينتجها العراق. وقال رشيد ان الطاقة التصميمية لميناء البكر في جنوبالعراق 1.6 مليون برميل يوميا وطاقة ميناء العميق على الخليج 1.6 مليون برميل اخرى وقال رشيد ان العراق قد يصدر ما يصل الى 62 مليون برميل في شهر حزيران يونيو الجاري بمعدل 2.06 مليون برميل يومياً. وقال يوم الاثنين الماضي ان بلاده تستعد قريباً لاستعادة مكانتها كثاني أكبر مصدر للنفط داخل منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك بعد السعودية للمرة الاولى منذ حرب الخليج عام 1991. واضاف ان إجمالي إنتاج العراق سيرتفع الى أكثر من 3.5 مليون برميل يومياً خلال الربع الاول من سنة 2000، وهو ما يعني تصدير نحو ثلاثة ملايين برميل يومياً بعد خصم الاستهلاك المحلي.