ظهرت بودار تنازلات جديدة في بلغراد في شأن الوجود العسكري الدولي في اقليم كوسوفو، عشية استئناف اتصالات اميركية - اوروبية - مع روسيا في المانيا وُصفت بأنها حاسمة. واعلن نائب رئيس الحكومة الصربية المتطرفة قبوله خطة مجموعة الثماني، واكد قائد الجيش اليوغوسلافي في كوسوفو التزامه ما توافق عليه القيادة السياسية. ويجري المبعوث الروسي الخاص فيكتور تشيرنوميردين اليوم الثلثاء محادثات في بون مع نائب وزيرة الخارجية الاميركية ستروب تالبوت، والرئيس الفنلندي مارتي اهتيساري الذي يمثّل الاتحاد الاوروبي، في محاولة لاعطاء قوة دفع جديدة للمساعي الديبلوماسية. في حال حصول تقدم في المحادثات فان تشيرنوميردين سيعود الى بلغراد بصحبة المبعوث الاوروبي اهتيساري لابلاغ الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش نتائج اللقاء. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية تأييد باريس اجراء اتصال جديد مع بلغراد للتأكد من التزامها الاتفاق "والبناء على ذلك". وفي موسكو قال رئيس الوزراء الروسي ان تشيرنوميردين "حقق تقدماً خلال الزيارة التي قام بها الى بلغراد الاسبوع الماضي لإيجاد مخرج للازمة" وعلمت "الحياة" من مصادر صربية مطلعة ان بلغراد سلّمت تشيرنوميردين موافقتها على نقاط اساسية من شروط مجموعة الدول الثماني في مقدمها "نشر قوات من دول محايدة وروسيا تحت رعاية الاممالمتحدة في كوسوفو لضمان استتباب الامن واعادة اللاجئين الى ديارهم وان تكون تحت قيادة دولة محايدة". ومن جانبه اعلن الرئيس الفنلندي انه "سيقرر بعد المحادثات هل الظروف ملائمة ليرافق المبعوث الروسي في مهمة جديدة الى بلغراد". وفي بلغراد اعلن نائب رئيس الحكومة الصربية فويسلاف شيشيلي ان يوغوسلافيا "تقبل بالمشروع الروسي الذي يقترح وقف القصف الجوي وتخفيض اعداد القوات المسلحة اليوغوسلافية في كوسميت كوسوفو وميتوخيا ونشر قوات تابعة للأمم المتحدة في اراضي الاقليم". واكد في تصريح صحافي نُشر امس في بلغراد قبول الحكومة اليوغوسلافية بمبادئ مجموعة الدول الثماني "باعتبارها اساساً ينطلق منه قرار مجلس الامن لوقف العدوان الاطلسي وحل ازمة كوسميت". وتتخذ تصريحات شيشيلي اهمية كبيرة لانه يتزعم الحزب الراديكالي المعروف بتشدده في رفض اي وجود عسكري دولي في كوسوفو، خصوصاً انه قال "اذا كان هذا هو الثمن الذي سندفعه من اجل وقف الحرب فاننا على استعداد لتقديم بعض التنازلات". الى ذلك قال وزير الاعلام الصربي الكسندر فويشيتش "ان التوصل الى اتفاق اصبح امراً قريباً على رغم ان صربيا تعارض وجود قوة حفظ سلام بقيادة حلف شمال الاطلسي في كوسوفو". ووصف الموقف الصربي بأنه يقبل وجوداً دولياً في كوسوفو شرط ان لا يرقى بأي حال الى درجة الاحتلال". وفي غضون ذلك افاد قائد فيلق الجيش اليوغوسلافي الثالث المنتشر في اقليم كوسوفو الجنرال نيبويشا بافكوفيتش ان القوات المسلحة "مستعدة للالتزام بالمساعي السلمية التي توافق عليها القيادة السياسية، اضافة الى استعداد الجيش للدفاع عن كل شبر من كوسوفو والتصدي لأي غزو بري".