تنتظر بلغراد زيارة المندوب الروسي فيكتور تشيرنوميردين يرافقه ممثل الاتحاد الاوروبي الرئيس الفلندي مارتي ايتيساري لوضع اللمسات النهائية على الخطة الروسية ورفعها الى مجلس الامن. في غضون ذلك اغارت طائرات الاطلسي على جسر جنوب بلغراد فدمرته، وقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً. وضع تصعيد الحلف الأطلسي وتدميره جسراً في يوغوسلافيا، حيث قتل 11 شخصاً واصيب العشرات بجروح، حداً للتفاؤل الذي ساد أمس في بلغراد بنجاح الوساطة الروسية في وقف الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا وايجاد حل لمشكلة كوسوفو وذلك على رغم التحفظات التي أظهرتها الولاياتالمتحدة عما أعلنه الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش من قبوله مطالب الدول الثماني الكبرى. وأبلغ مصدر صربي مطلع "الحياة" في مكالمة هاتفية من بلغراد ان هذا التفاؤل ناتج عن تأكيد المبعوث الروسي الخاص فيكتور تشيرنوميردين للرئيس ميلوشيفيتش "ان دولاً في الحلف الأطلسي تعتبر موافقة يوغوسلافيا رسمياً على خطة الدول الثماني سبيلاً للضغط على الإدارة الأميركية للقبول بوقف القصف ولو لفترة موقتة". وأضاف المصدر ان تشيرنوميردين على اتصال دائم مع القيادة اليوغوسلافية، وأبلغها أنه سيزور بلغراد خلال الأسبوع الجاري بصحبة الرئيس الفنلندي مارتي ايتيساري الذي يمثل الاتحاد الأوروبي "لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق الذي سيرسل إلى مجلس الأمن". يذكر ان الرئيس الفنلندي أعلن سابقاً أنه لن يتوجه إلى بلغراد إلا في حال التوصل إلى اتفاق. وفي بروكسيل، قال متحدث باسم حلف شمال الأطلسي أمس إن ميلوشيفيتش يبدي علامات على اتجاهه إلى قبول الشروط الخمسة التي وضعها الحلف لإنهاء الحرب الجوية ضد يوغوسلافيا. وأضاف المتحدث جيمي شيا: "بدأ التحول من موقف التحدي الكامل تقريباً للمجتمع الدولي في 24 آذار مارس إلى موقف يقول فيه الآن إنه يقبل المطالب الرئيسية لمجموعة الثماني التي تشمل مطالب الحلف الخمسة". وهناك تماثل كبير بين الشروط التي وضعها الحلف الأطلسي ومجموعة الثماني، إذ يطالب الطرفان بوقف فوري للقتال في كوسوفو وانسحاب القوات اليوغوسلافية من الاقليم وعودة جميع اللاجئين إلى ديارهم ونشر قوة دولية لحماية العائدين. وحدد شي أمرين يمكن لميلوشيفيتش القيام بهما للتدليل على قبوله الشروط: "الأمر الأول هو أن يدلي شخصياً ببيان شديد الوضوح يعلن فيه قبوله شروط الحلف الخمسة من دون تحفظات أو مفاوضات وأن يعلن استعداده لتنفيذ هذه الشروط الخمسة على الفور. والأهم هو سحب قواته من كوسوفو. فكوسوفو اقليم صغير وجمهورية الصرب تجاوره، لذا يمكن سحب هذه القوات على الفور". وفي بلغراد، ذكرت وكالة أنباء "تانيوغ" اليوغوسلافية ان 11 شخصاً قتلوا أمس عندما أغارت طائرات للأطلسي على جسر في مدينة فرفارين جنوب بلغراد. وأوضحت الوكالة ان الطائرات قصفت بعد ظهر أمس هذا الجسر فوق نهر فليكا مورافا الذي كان يعبره عدد كبير من الاشخاص والسيارات، مشيرة أيضاً إلى سقوط عدد كبير من الجرحى. وأضافت ان الجسر دمر تماماً وأن السيارات هوت إلى النهر. اعتقالات وفي اعقاب الحكم الذي صدر في بلغراد ضد ثلاثة من العاملين في منظمات الاغاثة، وهم استراليان وصربي، بتهمة التجسس لحساب حلف شمال الأطلسي، اعلنت السلطات الصربية أنها اعتقلت خمسة طلاب ألبان في جامعة بلغراد "إثر توافر معلومات عن انتمائهم إلى جيش تحرير كوسوفو والإعداد لعمليات تخريبية في أماكن عامة في بلغراد". في غضون ذلك، أصدر جيش تحرير كوسوفو بياناً أمس الأحد تناول آخر المواجهات بينه والقوات الصربية، وذكر ان المقاتلين الألبان "واصلوا عملياتهم العسكرية ضد القوات الصربية في أنحاء الاقليم وحققوا انتصارات مهمة في المناطق الغربية القريبة من الحدود مع البانيا وقتلوا تسعة من عناصر من الشرطة الصربية وجرحوا عدداً آخر". وأعرب ناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تصريح نشر أمس في مقدونيا عن قلقه على مصير آلاف الألبان الذين طردهم الصرب من ديارهم في الأيام الأخيرة "وهم يتجهون حالياً إلى حدود كوسوفو مع الدول المجاورة في ظروف صعبة جداً نتيجة الاعتداءات التي يتعرضون لها من القوات الصربية المنتشرة على الطرق الرئيسية في الاقليم".