انتقدت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت بشدة السياسات الاسرائيلية ازاء عملية السلام امام جماعة يهودية اميركية. وقارنت بوضوح ودقة بين التعاون الذي يبديه الفلسطينيون في العملية السلمية وبين النشاط الاستيطاني المستمر والتكتيكات الاسرائيلية التي تؤدي الى تعثر عملية السلام. وقالت اولبرايت في كلمة امام اللجنة اليهودية الاميركية اول من امس: "بينما ننتظر نتائج الانتخابات الاسرائيلية نركز على تشجيع الوفاء بالالتزامات الواردة في واي ريفر ونحض الطرفين على عدم اتخاذ اجراءات من جانب واحد". واضافت: "في الجانب الفلسطيني، رأينا جهودا حقيقية لمنع الهجمات الارهابية والغاء الميثاق وتجنب اعلان الدولة من جانب واحد. وفي الجانب الاسرائيلي، فان التنفيذ متعثر، ولسوء الحظ فان النشاط الاستيطاني مستمر. وهذا يشكل لنا مصدر قلق حقيقي بسبب نتائجه المدمرة علي متابعة السلام". واعربت اولبرايت عن الامل بان تتسارع عملية السلام على المسارات كافة بعد انتهاء الانتخابات الاسرائيلية. وقالت: "بمجرد انتهاء الانتخابات، سنحض الطرفين ومن دون مزيد من التأخير، على تنفيذ الالتزامات المستحقة من اتفاق واي". وتابعت: "سنسعى الى استئناف مفاوضات المرحلة النهائية بهدف استكمالها خلال عام. وسنكون مستعدين لبذل جهود جديدة لتحقيق تقدم على المسارين اللبناني والسوري". انتقاد فلسطيني من جهة اخرى رويترز، انتقد مسؤولون فلسطينيون مجدداً حملات الدعاية الانتخابية الاسرائيلية، وحضوا الاسرائيليين على "التصويت لصالح السلام" في الانتخابات المقررة في 17 أيار مايو الجاري. وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات لوكالة "رويترز" ان القيادة الفلسطينية تناشد الاسرائيليين التصويت لصالح السلام في الانتخابات. وتركزت الحملة الانتخابية اساسا على القضايا المحلية، لكن رئيس الوزراء، زعيم تكتل "ليكود" اليميني بنيامين نتانياهو تعرض لهجوم بسبب اعلان اذاعي شبه اتفاقات اوسلو للسلام مع الفلسطينيين باتفاق ميونيخ الذي سبق الحرب العالمية الثانية. وسحب التكتل الاعلان وقال انه "خطأ". وانتقدت القيادة الفلسطينية في اجتماعها الاسبوعي في رام الله الدعاية الانتخابية التي تسيء عرض المواقف الفلسطينية. وافادت وكالة الانباء الفلسطينية وفا ان المواقف والسياسات الفلسطينية تعرضت لاساءة متعمدة خلال الحملات الانتخابية الاسرائيلية من جانب "قوى متطرفة" من المستوطنين لا تريد السلام او الامن او الاستقرار. واضافت ان القيادة الفلسطينية تريد ان توضح للشعب الاسرائيلي ان خيار الشعب الفلسطيني كان وسيظل هو السلام والتفاوض الذي يقود الى السلام. ودعت الى التنفيذ الفوري لاتفاقات السلام المجمدة بعد تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة0 آلية لتنفيذ "واي" الى ذلك، صرح كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات بان السلطة الفلسطينية دعت الحكومة الاميركية الى اعداد ورقة عمل لعملية السلام بعد الانتخابات الاسرائيلية. وقال لوكالة "رويترز" انه طلب من مسؤولين اميركيين رفيعي المستوى خلال زيارته الاخيرة لواشنطن اعداد خطط لتنفيذ مذكرة واي ريفر. واضاف: "طلبنا من الادارة الاميركية اعداد آليات لتنفيذ مذكرة واي فورا بعد تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة". وتشير استطلاعات الرأي الى ان مرشح المعارضة العمالية لرئاسة الوزراء ايهود باراك يتقدم على منافسه الليكودي نتانياهو. وكان باراك امتنع خلال مقابلة مع تلفزيون "رويترز" عن الالتزام بابرام اتفاق مع الفلسطينيين في غضون 12 شهرا، وهو هدف اقترحته الولاياتالمتحدة التي حضت على استئناف عملية صنع السلام بسرعة بعد الانتخابات.