أكدت مصادر صومالية مطلعة ل"الحياة" في مقديشو ان سفينة تحمل شحنات من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والذخائر رست امس في ميناء مركا 90 كلم من العاصمة الصومالية، وان مصدر الأسلحة اريتريا لمصلحة زعيم "التحالف الوطني الصومالي" حسين عيديد. وأضافت المصادر نفسها، ان عيديد، الموجود حالياً في مدينة بيداوه امر عناصر من ميليشياته الاشراف على تفريغ الشحنات وحمايتها تمهيداً لتوزيعها بالتساوي على قواته وحلفائه اضافة الى عدد من التنظيمات الاثيوبية المعارضة، خصوصاً "جبهة تحرير اورومو". يذكر ان سفينة اخرى كانت رست في الميناء نفسه مطلع الشهر الماضي، وعلمت "الحياة" ان حمولتها شملت 600 بندقية "كلاشنيكوف" وأربع دبابات وأسلحة اخرى وذخائر لم تعرف كميتها. ووزعت الأسلحة على ميليشيات عيديد وحلفائه، خصوصاً "التحالف لانقاذ الصومال" الذي يتزعمه علي مهدي محمد الموجود حالياً في القاهرة للعلاج. كما تلقت منظمات اثيوبية معارضة جزءاً من شحنات هذه السفينة. وفي مقابل ذلك، يتردد في مقديشو ان اثيوبيا تزود الفصائل الصومالية المناوئة لعيديد وعلي مهدي، اسلحة خصوصاً "جيش الرضوين للمقاومة" و"الجبهة الوطنية الصومالية" التي تسيطر على مدينة كيسمايو جنوب بزعامة الجنرال محمد سعيد حرسي "مورغان"، وقوات عمر حاشي التي تسيطر على اقليم هيرام. يذكر ان الصومال مدرج ضمن قائمة الدول التي قرر مجلس الأمن حظر بيعها اسلحة. وعلى الرغم من هذا القرار فان الأسلحة تتدفق على هذا البلد، خصوصاً من دول مجاورة، الأمر الذي يهدد امن المنطقة واستقرارها. وانخفضت أسعار الاسلحة في اسواق مقديشو اخيراً، إذ تباع بندقية "كلاشنيكوف" الآلية بسعر 150 دولاراً في حين كان سعرها يراوح من 200 الى 250 دولاراً. وكذلك انخفضت اسعار الذخائر في سوق بكارا وسط مقديشو في شكل حاد. اذ وصل سعر طلقة بندقية "كلاشنيكوف" اخيراً الى 1500 شلن صومالي، بينما كان يتجاوز سعرها في السابق 2050 شلناً. وأدى وصول الأسلحة والذخائر بكميات كبيرة الى حال من التوتر واليأس تسود سكان مقديشو الذين باتوا يخشون ايضاً اندلاع حرب جديدة بين المحاكم الاسلامية المتحدة التي تتمتع بتأييد التجار وبين قوات عيديد الذي ينافس قوات المحاكم من اجل السيطرة على العاصمة وضواحيها.