اتخذت زيارة زعيم "التحالف الوطني الصومالي" حسين محمد فارح عيديد لأديس ابابا نهاية الشهر الماضي طابعاً خاصاً لافتاً اذ تجاوزت موضوع العلاقة التي كانت متوترة لاكثر من سنة بين الزعيم الصوماليواثيوبيا، لتنصبّ نتائجها في اطار اقليمي واسع ملخصة التعاون الصومالي في مواجهة الاسلاميين المتشددين في القرن الافريقي. وأجرى عيديد خلال زيارته التي استمرت ثلاثة ايام محادثات مع كبار المسؤولين في اديس ابابا، على رأسهم رئيس الوزراء ملس زيناوي، وصرح عقب الزيارة المثيرة للجدل بأنه توصل الى صيغة مشتركة لحل الخلافات مع الاثيوبيين تمثلت في عدم السماح للعناصر المعارضة من الجانبين باتخاذ قواعد تنطلق منها لشن هجمات ضد الجانب آخر في اشارة واضحة الى وقف العمليات العسكرية التي ينفذها حزب "الاتحاد الاسلامي" الصومالي ضد اثيوبيا من جنوبالصومال، وكذلك هجمات قوات "جبهة تحرير اورومو" الموجودة في مناطق الحدود المشتركة. في المقابل تسحب الحكومة الاثيوبية قواتها من المناطق الصومالية التي احتلها اخيراً، خصوصاً من اقليم غدو الذي شهد معارك بين القوات الاثيوبية و"الاتحاد الاسلامي" الى جانب وقف المساعدات العسكرية الاثيوبية ل "جيش الرحنوين للمقاومة" الذي يسعى الى طرد قوات عيديد من اقليمي بيداوه وبكون في جنوبالصومال، ووقف الدعم العسكري والسياسي للعناصر المناوئة لتحالف حسين عيديد وعلي مهدي محمد، المتبقية من مجموعة سودري التي يقودها الآن الدكتور حسين يوب المنشق عن فصيل علي مهدي. وجاءت زيارة عديد لأديس ابابا بعد تشكيل الادارة الجديدة لمقديشو واعلان افتتاح المطار والميناء، وفي اعقاب جولة عيديد على كينيا واوغندا واليمن. وتقول مصادر مطلعة انه التقى خلال زيارته لنيروبي وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت التي زارت شرق افريقيا لتضميد الجرح الناجم عن تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام. وأفادت المصادر ان لقاء اولبرايت - عيديد الذي تمّ بترتيب من الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني الذي كان صديقاً للجنرال عيديد والد حسين عيديد، تناول البحث في مواجهة تنامي الحركات الاصولية في المنطقة، واهمية الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية في الصومال لمواجهة انتشار "الحركات الاصولية الاسلامية" في القرن الافريقي والتي تستغل غياب سلطة في الصومال.