تشهد العاصمة الصومالية حالياً ما يشبه إعادة التحالفات بين القوى السياسية، خصوصاً بعدما فشلت هذه القوى في عقد مؤتمر بيداوه للمصالحة الوطنية. وبرزت في هذا الاطار قوة جديدة تطلق على نفسها "المحاكم الاسلامية المتحدة" ولديها ميليشياتها الخاصة. وتعارض "المحاكم" سلطة زعيمي شطري العاصمة الجنوبي حسين عيديد رئيس "المؤتمر الصومالي الموحد"، والشمالي علي مهدي محمد رئيس "التحالف لانقاذ الصومال". وقال زعيم احد اجنحة "المؤتمر الصومالي الموحد" منشق عن عيديد عثمان حسن علي عاتو ل"الحياة امس، انه شكل محكمة اسلامية في الجزء الذي يسيطر عليه النقطة كيلو 7 داخل الشطر الجنوبي. واكد ان قواته بدأت التنسيق من قوات "المحاكم الاسلامية" الناشئة والرافضة لادارة اقليم بنادر التي تقع العاصمة ضمنه. يذكر ان قوات عيديد ما زالت تتمركز في مدينة افغوي على بعد ثلاثين كيلومتراً جنوب مقديشو حيث اقامت ثكنة عسكرية جديدة لقوات "جبهة تحرير اورومو" الاثيوبية المعارضة. وفي الوقت نفسه أكد ناطق باسم تنظيم "المحاكم الاسلامية المتحدة" الذي يدعمه التجار المناوئون لعيديد، ان قواته احكمت سيطرته على طريق مقديشو - افغوي الرئيسي بعدما استولت عليه الجمعة الماضي اثر قتال استمر ساعات مع قوات عيديد. وأوضح الناطق في تصريح إلى "الحياة" في مقديشو، ان قوات عيديد كانت تقيم حواجز على طريق مقديشو - افغوي الحيوي، وانها فرضت رسوماً باهظة على السيارات المدنية التي تنقل الركاب والبضائع. إلى ذلك، رحب خطباء معظم مساجد العاصمة مقديشو بالانتصارات التي تحققها "المحاكم الاسلامية"، مؤكدين بأن "مسلك المحاكم الاسلامية هو الطريق الوحيد لاعادة الامن والاستقرار الى الصومال"، كما طلبوا من السكان تقديم الدعم المادي والمعنوي لقوات "المحاكم الاسلامية المتحدة" للتخلص من ما وصفوهم ب"اللصوص وقطاع الطرق"، وهي اشارة الى القوات التابعة للفصائل السياسية التي لم تنجح في تثبيت الامن والاستقرار في البلاد منذ اكثر من تسع سنوات. واللافت ان "المحاكم الاسلامية المتحدة" حظيت بشعبية واسعة اخيراً، خصوصاً بعد حملات التطهير التي نفذتها على الطرق الحيوية في العاصمة وضواحيها. من جهة اخرى، طالب نحو الفين من اللاجئين الذين نزحوا من اقاليم باي وبكول وارومين بسبب الحروب والكوارث الطبيعية، بوقف الحروب والاقتتال من اجل العودة الى ديارهم، كما طالبوا المجتمع الدولي بتقديم المساعدات الغذائية والطبية العاجلة اليهم. وذكرت وكالة اللاجئين الصوماليين بأن عدد هؤلاء في مقديشو وحدها يصل الى اكثر من نصف مليون موزعين على 138 مخيماً.