} توقع وكيل وزارة الخارجية الاميركية المولج الشؤون الاقتصادية سيتوارت ايزنستات ان تنضم موريتانيا الى الشراكة الرباعية الولاياتالمتحدة والمغرب وتونسوالجزائر بعد التطورات الاقتصادية فيها. وقال "ان الباب مفتوح امام ليبيا بعدما تلتزم قرارات الاممالمتحدة" ولاحظ ان عدد سكان المنطقة يزيد على 70 مليون نسمة ما سيشكل سوقاً يزيد جاذبيتها الاقتصادية. بلغت الجهود التي تبذلها ادارة الرئيس بيل كلينتون في سبيل تقوية العلاقات الاقتصادية وتعزيزها بين الولاياتالمتحدة وكل من المغرب وتونسوالجزائر، مستوى جديداً من النشاط والجدية عندما التقى مسؤولون كبار من الدول الاربعة في واشنطن الخميس الماضي للمرة الاولى تحت مظلة الشراكة الاميركية مع دول الشمال الافريقية. ووصف وكيل وزارة الخارجية الاميركية المولج الشؤون الاقتصادية ستيوارت ايزنستات اللقاء بأنه "يمثل نقطة تحول في العلاقات بين الجانبين الاميركي والشمال افريقي". وقال: "يقلب هذا اللقاء صفحة جديدة من صفحات تاريخ علاقاتنا مع المنطقة وبكلٍ من الدول الثلاث فيما نقترب من حلول الالفية الجديدة. وشعرنا جميعاً بالارتياح الشديد الى نتائج هذا اللقاء التاريخي الاول". وقال ايزنستات: "ان من المحتمل ان تنضم موريتانيا الى الشراكة الرباعية بعد حصول تطورات اقتصادية وغير اقتصادية". واضاف: "ان الباب مفتوح امام ليبيا عندما تلتزم المعايير الدولية وتتقيّد على نحو كامل بقرارات الاممالمتحدة وبمتطلبات قوانينا الخاصة". وحضر اللقاء في واشنطن كل من وزير الاقتصاد والمال المغربي فتح الله ولعلو ووزير المال الجزائري عبدالكريم حرشاوي ووزير الدولة التونسي للشؤون الخارجية طاهر سيود. كما حضر اللقاء مسؤولون كبار يمثلون الهيئات الاقتصادية والتجارية والسياسية في الحكومة الاميركية بما فيها مكتب الممثل التجاري الاميركي ووكالة التنمية الدولية وبنك التصدير والاستيراد الاميركي وهيئة الاستثمارات الخاصة خارج الولاياتالمتحدة ووكالة التنمية التجارية ووكالة المعلومات الاميركية ومجلس الامن القومي الاميركي ووزارة الخارجية الاميركية. وابلغ ايزنستات الصحافيين بعد اللقاء "ان غاية الشراكة الاميركية الشمال افريقية هي الترويج للتجارة والاستثمار الثنائيين بين الولاياتالمتحدة وبين كل من دول شمال افريقيا الثلاث، وتعزيز الدور الذي يمارسه القطاع الخاص في الدول الثلاث، وحض هذه الدول الثلاث على المضي قدماً في مواصلة تنفيذ الاصلاح البنيوي وتشجيعها على المزيد من الاندماج الاقتصادي بينها. واضاف: "نشدد على الحاجة الى مزيد من الاندماج والتشابك بين اسواق هذه الدول لكي تصبح اكثر فاعلية وعافية وفائدة واكثر جذباً للاستثمارات الاجنبية. ونعتقد ان خفض الحواجز القائمة امام التبادل التجاري، الجمركية منها وغير الجمركية، بين هذه الدول الثلاث له اهمية حاسمة. واذا تم هذا كله ستنشأ سوق شمال افريقية قد يبلغ عدد القاطنين فيها 70 مليون نسمة ما يعزز جاذبيتها كثيراً للمستثمرين اذ انه سيكون في وسع هؤلاء الاستثمار في دولة من الدول الثلاث وبذل النشاط التجاري الحر في الدولتين الاخريين، بالاضافة الى امكان التعامل مع دول الاتحاد الاوروبي". وتنوي الادارة الاميركية ان تعزز نتائج لقاء الاسبوع الماضي عن طريق بذل جهود اضافية حثيثة على عدد من الجبهات بغية الترويج للتجارة والاستثمار. وستتضمن هذه الجهود تسريع او تقديم مواعيد زيارات المسؤولين الاميركيين التجاريين الى شمال افريقيا. ويذكر ان وزارة الخارجية الاميركية خصصت خمسة ملايين دولار من موازنتها للعام المالي 2000 لدعم الشراكة الجديدة. وينتظر مكتب الممثل التجاري الاميركي ان يتم التفاوض بين الولاياتالمتحدة وبين كلٍ من الدول الثلاث حول "اتفاق اطار التجارة والاستثمار" بحلول نهاية السنة. وتهدف هذه الاتفاقات الى انشاء علاقة اكثر مباشرة للبحث في مسألة تحسين طرق ايصال منتجات الدول الافريقية الثلاث الى سوق الولاياتالمتحدة وايصال المنتجات الاميركية الى اسواق هذه الدول. كما ستسعى هذه الاتفاقات الى انشاء مجالس تعنى بالشأنين التجاري والاستثماري. ويَعِدُ الجانب الاميركي ايضاً بضمانات من هيئة الاستثمارات الخاصة خارج الولاياتالمتحدة اوبيك لدعم الجهود الجديدة. ويذكر ان "اوبيك" قدّمت ضمانات بقيمة 83 مليون دولار لخمسة مشاريع في الجزائر في الاعوام الاخيرة وهي على استعداد لتقديم ضمانات بقيمة 1.5 بليون دولار لثمانية مشاريع في مجالات الغاز والطاقة والسلع الاستهلاكية. كما قدّمت "اوبيك" ضمانات بقيمة 386 مليون دولار لعشرين مشروعاً في مجالي الطاقة وتصنيع المواد الغذائية في المغرب في العقد الماضي، وهي على استعداد لضمان مشاريع في مجالات مثل توليد الطاقة والسياحة بقيمة 1.2 بليون دولار. ومنذ فترة تنشط "اوبيك" في تونس حيث قدمت ضمانات بقيمة 500 مليون دولار لنحو 19 مشروعاً، وتنظر في تقديم ضمانات بقيمة 250 مليون دولار لمشاريع استثمارية في مجالي الطاقة والصناعات العامة. وتستعد وكالة التنمية التجارية لتطوير برامج توليد الطاقة والاتصالات كافة والماء. واشار ايزنستات الى ان الجانب الاميركي يرغب في ان تسرّع الدول الافريقية الثلاث عمليات التخصيص. ورحّب المسؤول الاميركي ب"التقرير الايجابي جداً" الذي حرره المسؤولون المغربيون وقالوا فيه انهم بدأوا يسرّعون خطى التخصيص. واشار الى ان الاستقرار السياسي في شمال افريقيا يؤثر على مواقف المستثمرين وقال انه يتوقع ان تساهم التطورات السياسية في تحسين صورة المستقبل الاقتصادية بالنسبة الى الاستثمار الاجنبي في شمال افريقيا. وقال: "اصبحت الدول الثلاث اكثر استقراراً ونأمل في ان يحسّن عهد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة العلاقات بين المغرب والجزائر. والامر الآخر الذي اعتقد انه ايجابي هو اننا التزمنا الى حد لا يستهان به باحياء الوحدة المغاربية العربية او انعاشها، ما يشكل بشرى حسنة ويشجع على مزيد من التعاون السياسي والاستقرار". وذكر ايزنستات: "ان الشراكة الاميركية - الشمال افريقية تحل في وقت جيد وملائم اذ ان المغرب وتونسوالجزائر احرزت تقدماً في مجال الادارة الاقتصادية، وحققت نمواً اقتصادياً جيداً وحسّنت آليات لجم التضخم واحرزت تقدماً في مجال التخلص من العجز في الموازنة، فضلاً عن انها زادت انفتاح اقتصادها". وعلى رغم ان نسبة النمو الاقتصادي في الدول الثلاث اقتربت من خمسة في المئة عام 1998، ازدادت الصادرات الاميركية الى هذه الدول بنسبة واحد في المئة فقط الى 1.4 بليون دولار عام 1998. وتعتبر الجزائر اكبر سوق للصادرات الاميركية في شمال افريقيا، اذ انها تمتص نصف هذه الصادرات. من جهة اخرى تراجعت قيمة ما استوردته الولاياتالمتحدة من الدول الافريقية الثلاث الى 2.1 بليون دولار عام 1998 بعدما كانت ثلاثة بلايين دولار عام 1997. وكان هذا لأسباب اهمها تدني تكاليف استيراد الغاز الجزائري. وبلغت قيمة الصادرات المغربية والتونسية معاً الى الولاياتالمتحدة 425 مليون دولار عام 1998. وفي السنوات الاخيرة ازدادت استثمارات الشركات الاميركية في الدول الثلاث، وتنشط شركات الطاقة الاميركية في الجزائر، فيما استجابت الشركات الاميركية عامةً للاصلاحات المغربية التي تناولت تعزيز الانفتاح امام الآخرين. وتستثمر شركة "سي. ام. اس. انرجي" في انشاء محطة كبيرة لتوليد الطاقة، فيما استثمرت شركتا "بروكتور اند غامبل" الناشطة في مجال انتاج السلع الاستهلاكية، و"فايزر" الناشطة في مجال انتاج الادوية، مبالغ ضخمة في الجزائر. وتنظر شركة "موتورولا" حالياً في امكان الاستفادة من الفرص الناشئة السانحة لكي تستثمر في قطاع الاتصالات كافة. وعلى رغم هذا كله تهمين اوروبا اجمالاً على اسواق شمال افريقيا. فشركات اوروبا الغربية تسيطر على ما بين 50 و65 في المئة مما تستورده كل دولة من دول شمال افريقيا. وبالاضافة الى هذا يتضمن عدد كبير من استدراجات العروض في دول شمال افريقيا مواصفات فنية تتطلب منتجات اوروبية.