علمت "الحياة" ان منتدى الاقتصاد العالمي في "دافوس" ابلغ الولاياتالمتحدة عدوله عن تنظيم "مؤتمر الشرق الأوسط وشمال افريقيا" الذي اخفقت دورته الاخيرة العام الماضي في الدوحة بسبب تعطل مسيرة السلام في الشرق الأوسط. وقال مسؤول اوروبي رفيع المستوى لپ"الحياة" ان تونس اعتذرت بدورها عن استضافة الدورة المقبلة بسبب تعطل مسيرة السلام ومحدودية المردود الاقتصادي للمؤتمر الذي سعت الولاياتالمتحدة من خلال دوراته الثلاث السابقة الى تأسيس مصرف اقليمي لتمويل مشاريع التعاون الاقتصادي في المنطقة. وكشف المسؤول الأوروبي الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان الولاياتالمتحدة تتجه الآن الى تقديم اقتراحات جديدة تقضي بدمج "المصرف الاقليمي" مع خطة الشراكة الأوروبية - المتوسطية التي وضعها الاتحاد عام 1995 للتوصل الى اقامة منطقة للتبادل التجاري الحر في حدود سنة 2010. وقال: "ان خطة الشراكة تملك آلياتها التجارية والمالية والفنية ولا تحتاج لتأسيس مصرفي جديد". وقلل المسؤول الأوروبي من اهمية المبادرات التي عرضها مبعوثون اميركيون على عواصم المغرب العربي من اجل اقامة منطقة للتبادل التجاري الحر بين الولاياتالمتحدة والدول المغاربية الثلاث المغرب وتونسوالجزائر. وذكرت تقارير ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية رونالد نيومان بحث مع المسؤولين في تونس في امكانات عقد لقاءات رباعية في شأن مشروع الشراكة الاميركية - المغاربية الذي كان طرحه زميله لشؤون التجارة ستيوارت ايزنستات خلال زيارته في ايار مايو الماضي الى كل من تونس والرباط. وقد تساعد الاتفاقات بين كل من تونس والمغرب من جهة والولاياتالمتحدة من جهة اخرى على تشكيل مؤسسات مشتركة تضمن تقديم الاستثمارات الاميركية الى شمال افريقيا واقترابها اكثر فأكثر من السوق الأوروبية التي تمثل الشريك الرئيسي للدول المغاربية وتستوعب اكثر من سبعين في المئة من مبادلاتها. وكانت تونس والمغرب وقعتا قبل اكثر من عامين اتفاق الشراكة الأوروبية - المتوسطية الذي يقتضي الغاء الرسوم الجمركية بشكل تدرجي واقامة التبادل التجاري الحر بعد مرحلة انتقالية تراوح بين 10 و12 سنة. ولا تزال مفاوضات الشراكة في بدايتها بين المفوضية الأوروبية والجزائر بسبب تأخر الاصلاحات الاقتصادية في الجزائر واتساع حجم خطة تخصيص مئات المؤسسات العامة وحاجات حماية المؤسسات الصغرى والمتوسطية الناشئة.