اعلنت "اللجنة الايرانية ضد القمع وارهاب الدولة" المعارضة في بيان صادر لها أمس من باريس ان اربعة طلاب ينتمون الى التيار العلماني "خطفوا الثلثاء الماضي من داخل الحرم الجامعي في طهران"، وحمّل "اجهزة الاستخبارات الايرانية" مسؤولية عملية الخطف، مضيفاً انه "لم يرد أي خبر عن مصيرهم ولا عن المكان الذي نقلوا اليه". وافادت اللجنة ا ف ب، ومقرها في باريس، ان منوشهر محمدي ، الامين العام للاتحاد الوطني للطلاب، اختفى مع ثلاثة طلاب آخرين لدى مشاركة الاتحاد في تجمع في جامعة طهران للدفاع عن المعتقلين السياسيين. الى ذلك انتقدت اوساط راديكالية ايرانية من تيار اليسار الاسلامي الموالي للرئيس محمد خاتمي، سلفه هاشمي رفسنجاني بسبب تصريحات، اشار فيها بسلبية الى اداء الحكومة الحالية. قالت اوساط مطلعة ان الرئيس السابق يحاول فرض مرشحه لمنصب عمدة العاصمة، وهو وزير البريد في الحكومة السابقة محمد غرضي الذي نجح في الانتخابات البلدية الاخيرة على لائحة انصار رفسنجاني بعدما رفض تحالف انصار الرئيس والراديكاليين ضمّه الى لائحته في العاصمة. وما زال اعضاء المجلس البلدي في طهران عاجزين عن اختيار رئيس للبلدية، مما يثير امتعاض الرأي العام، خصوصاً ان طرفي المجلس الاساسيين انصار رفنسجاني وانصار خاتمي والراديكاليين ما زالا يتعاطان مع هذا الملف من منطلق حزبي ضيّق، كل منهما يتمسك بالمنصب على رغم ان التيارين يشكلان تحالف التيار الاصلاحي ويشاركان في الحكومة، وكانا خاضا الانتخابات البلدية ضد اليمين المحافظ. والمفارقة ان مرشح رفسنجاني لرئاسة البلدية يختلف عن مرشح انصاره الذين يتمسكون برئيس تحرير صحيفة "همشهري" المواطن التابعة لبلدية طهران، عطريان فر، والاخير حظي بدعم كرباستشي في رسالة وجهها اليه من سجن "اوين" حيث يقضي عقوبته. اما انصار خاتمي فيدعمون دانش آشتباني. ويقال ان وزير الصناعات الثقيلة السابق بهزاد نبوي يتمتع بحظوظ وافرة لهذا المنصب. الى ذلك، نُسبت الى رفسنجاني قوله انه "قلق من الطريقة التي تُدار بها الشؤون التنفيذية في البلاد". وتابع: "كنت اعتقد ان النظام يتمتع بالاستقرار المطلوب بعد رئاستي للجمهورية وليست هناك حاجة لأن أدير الأمور بنفسي. كنت اقول يجب إتاحة الفرصة لمن هم اكثر شباباً، لكننا لم نكن نتصور ان الامور ستصبح على ما هي عليه الآن". ولم ينفِ مكتب رفسنجاني هذه التصريحات التي نُشرت في بعض الصحف، مما أثار حفيظة التيار الراديكالي المؤيد للحكومة، وتحدثت باسمه صحيفته "سلام" امس، ورأت ان خاتمي جاء ووجد "تركة ثقيلة من الديون الخارجية والجمود السياسي وعدم الانفتاح الثقافي". وزادت ان رفسنجاني ترك الرئاسة وايران مثقلة بديون تقدر بثلاثين بليون دولار، وسياسات "كانت تؤثر سلباً في الاستثمارات وحركة الانتاج والتصدير، وارتفاع نسبة البطالة". واتهمت رفسنجاني بأنه سعى خلال ولايتيه الى "ابعاد المجتمع عن السياسة مما أعاق التنمية السياسية". وعددت الصحيفة "تركة ثقيلة" على الاصعدة الامنية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ، واعتبرت ان على خاتمي "ان يكشف كل الحقائق".