رفض مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي إصدار عفو عن الرئيس السابق لبلدية طهران السجين غلامحسين كرباستشي، ولم يستجب نداء وجهه اليه 146 نائباً. ونأى بنفسه عن التجاذب بين المحافظين والاصلاحيين، مبدياً حرصاً على ان يبقى فوق النزاعات، داعياً المسؤولين الى عدم "تحريض الرأي العام". وطالب السلطة القضائية بتقديم توضيحات للرأي العام في شأن ملف كرباستشي والحكم القضائي الذي قضى بسجنه، مناشداً الأطراف المؤيدة للحكومة والمتعاطفة مع رئيس البلدية المخلوع ان تتفادي ما يؤدي الى توتير الاجواء. وحسم خروج خامنئي عن صمته الجدل حول مصير كرباستشي الذي بدأ الخميس الماضي تنفيذ حكم بسجنه سنتين. ورد المرشد على رسالة وجهها اليه 146 من اعضاء البرلمان للعفو عن كرباستشي، برسالة خطية تلاها أمس رئيس البرلمان علي أكبر ناطق نوري، وقال خامنئي: "آمل بألا تؤدي الرغبة في الدفاع عن الكوادر التنفيذية في الدولة، الذي أقره أيضاً، الى ايجاد حصانة قضائية حيال مخالفة القانون". ورفض ضمناً العفو عن الرئيس السابق للبلدية، داعياً القضاء الى "تقديم توضيحات للرأي العام من أجل إزالة الشبهات والإجابة عن التساؤلات في هذا الصدد". وزاد: "حريّ بالنواب وجميع المسؤولين ألا يساعدوا في تشويش المناخ العام وتحريض الرأي العام". وشدد على ان "المرجعية في حل هذه القضايا هي السلطة القضائية، ومن مصلحة البلاد والشعب عدم التجريح بالأحكام القضائية بدوافع مختلفة". ويُعتبر امتناع المرشد عن استجابة مطالبة نواب ومسؤولين بالعفو عن كرباستشي انتصاراً للمحافظين الذين كثفوا أخيراً حملاتهم المضادة سياسياً واعلامياً في مواجهة الاصلاحيين. خاتمي وأمس انتقد الرئيس محمد خاتمي المتشددين الذين يخلطون بين "الحرية والفوضى". ونقلت وكالة "فرانس برس" عنه قوله اثناء لقائه أئمة المساجد في ايران: "على القوى المختلفة الامتناع عن تضخيم بعض المشكلات لإبعاد خصومها عن الساحة السياسية". وندد بالذين "لا يتحلون بالوعي الكافي ويعتبرون ان التطور السياسي مرادف للتراخي وحرية الفوضى". وزاد: "الحكومة الحالية، بخاصة الرئيس، تشكل هدفاً للانتقادات، لكنها اظهرت تسامحاً اكثر من أي كان". في غضون ذلك، أعلن رئيس المجلس المحلي والبلدي في العاصمة وزير الداخلية السابق عبدالله نوري ان عشرات من الشخصيات مرشحة لمنصب عمدة طهران، وذكر خصوصاً النائبة فائزة هاشمي رفسنجاني. وصرح أمس بأن المجلس البلدي يدرس اختيار رئيس للبلدية من بين 74 مرشحاً، بينهم مساعد رئيس الجمهورية للشؤون التنفيذية، شقيق الرئيس السابق، محمد هاشمي رفسنجاني، ووزير الاسكان عبدالعلي زادة، والنائب البارز في تيار أنصار رفسنجاني، حسين مرعشي، والوجه الراديكالي المعروف وزير الصناعات السابق بهزاد نبوي، ورئيس تحرير صحيفة "همشهري" محمد عطريانغر. وفي حال تولت فائزة رئاسة بلدية طهران ستكون أول امرأة في تاريخ ايران تتبوأ مثل هذا المنصب.