أكد زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق ان لا حل لمشكلة الحرب في السودان الا من خلال اعتماد مشروع الكونفيديرالية، واعلن استيلاء قواته على مدينة اكوبو الاستراتيجية في اعالي النيل وانضمام ضابط جنوبي موال للحكومة الى قواته راجع ص . جاء ذلك في كلمة القاها قرنق لمناسبة الذكرى ال17 لتأسيس "الحركة الشعبية" بثتها إذاعة "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض مساء الاحد، وتلقت "الحياة" نسخة منها امس، وفيها ثلاث رسائل اساسية موجهة مباشرة او ضمناً الى كل من الحكومة و "التجمع" المعارض والمنشقين عنه منذ 1991، اضافة الى قضايا تتعلق ب"الحركة الشعبية" والجنوبيين. وقال ان وفد "الحركة" الى جولة المفاوضات مع الحكومة التي تأجلت مرتين اخيراً: "موجود في نيروبي منذ 20 نيسان ابريل، واي تأجيل حصل في عقد المفاوضات سببه مراوغة الحكومة. ووفد الحركة مستعد للجلوس والحوار مع الحكومة في أي وقت يتم الاتفاق عليه مع الوسطاء السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف - إيغاد". واعتبر ان الحفاظ على وحدة السودان لا يتم إلا بتخلي الحكومة عن "البرنامج والاجندة الاسلاميين واحترام التعددية والتنوع في المجتمع السوداني. وإذا ارادت السلطة في الخرطوم التمسك ببرامجها، فلن يكون هناك حل آخر سوى مشروع الكونفيديرالية". وتحدث قرنق عن اتفاق الخرطوم الذي وقعه زعماء فصائل جنوبية مع الحكومة في العام 1997 بعدما انفصلوا عن "الحركة الشعبية" العام 1991 في ما عرف ب"انقلاب الناصر" وعلى رأسهم الدكتور رياك مشار والدكتور لام آكول. وقال: "اوجه نداءً حاراً الى كل الذين خرجوا من الحركة للعودة الى صفوفها وللعمل المشترك بعدما فشل اتفاق الخرطوم". كما أعلن انه اجرى اتصالات عبر جهاز "اللاسلكي" مع الضابط تيتو بييل الذي انشق عن مجموعة مشار في منطقة بانتيو الغنية بالنفط وانضم الى قواته، وأكد له دعم "الحركة" لانتفاضة بانتيو و"العمل المشترك من اجل وقف ضخ النفط" الذي تأمل الحكومة بأن تدشنه في نهاية الشهر المقبل. وعن "التجمع الوطني الديموقراطي" الذي يشهد حالياً صراعات بين احزابه في شأن الحوار مع الخرطوم او الاستمرار في العمل المسلح، قال: "ان الحركة مصممة على العمل مع كل فصائل التجمع من اجل تفعيله وتطويره وتمكينه من القيام بمهماته". ودعا الى "مزيد من التنسيق بين العمل المسلح وبين العمل الجماهيري السلمي في المدن لدعم الانتفاضة الشعبية". واعلن قرنق في خطابه استعادة قواته مدينة اكوبو الاستراتيجية من القوات الحكومية وقوات مشار في منطقة اعالي النيل. واكد انضمام وحدات تابعة لمشار الى "الحركة" اثر الاستيلاء على المدينة الاسبوع الماضي. وقال "ان الحركة ملتزمة العمل من اجل سودان موحد وجديد، وهي اليوم اقوى من اي وقت خلال ال16 سنة الماضية بعدما حافظت على المبادرة العسكرية منذ 1995".