أعلن مساعد رئيس الجمهورية السوداني رئيس مجلس الجنوب الدكتور رياك مشار انشقاقه عن المؤتمر الوطني الذي يمثل النظام السياسي الحاكم في البلاد حالياً وعزمه تشكيل حزب سياسي مستقل يسمى "جبهة الانقاذ الديموقراطية المتحدة". وتضم الجبهة الفصائل التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة في نيسان ابريل 1997. غير ان قياديين جنوبيين بارزين اعلنوا تمسكهم بالمؤتمر الوطني ومنهم الدكتور لام اكول قائد "الحركة الشعبية المتحدة". وترأس مشار خلال اليومين الماضيين اجتماعات لوضع اسس تسجيل الحزب الجديد في اطار قانون التوالي السياسي الذي بدأ العمل به مطلع الشهر الجاري. وحضر الاجتماعات غالبية القياديين في فصيل مشار الذي كان يحمل اسم "حركة استقلال جنوب السودان" المنشق عن الفصيل الرئيسي ل "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الذي يقوده العقيد جون قرنق. وأجمع القادة على ضرورة الخروج من المؤتمر الوطني وإقامة كيان سياسي خاص للجنوبيين، وأجازوا النظام الأساسي للحزب ولائحته اللذين تناولا طريقة ادارة الجنوب في الفترة الانتقالية وتقرير المصير الذي اقره اتفاق الخرطوم والدستور السوداني. ونص النظام الأساسي لجبهة الانقاذ على التمسك بالديموقراطية والتعددية واستقلال القضاء واحترام ارادة الشعب السوداني. ونصت لائحة حزب جبهة الانقاذ على وحدة البلاد مع الاعتراف بالتنوع ونادت بنظام الاقتصاد الحر. وأعلن مشار ان أبواب الحزب الجديد ستكون مفتوحة لكل ابناء السودان في الشمال والجنوب وقال ان قيام حزب سياسي جنوبي ضرورة اقتضتها التحولات السياسية في البلاد، وانه اضطر الى الخروج من المؤتمر الوطني لأنه تحول الى حزب سياسي بعدما كان كياناً جامعاً لكل السودانيين. وأضاف ان خروجه من المؤتمر الوطني وتشكيل حزب جنوبي لا يهدف الى اضعاف اتفاق السلام وانما تقويته والحفاظ على ما حققه من مكاسب للجنوبيين. من جهة اخرى رويترز اعلن زعيم ميليشيا سودانية موالية للحكومة امس ان قواته انشقت عن تحالف الفصائل الموقعة على اتفاق السلام بسبب خلافات مع زعيم التحالف رياك مشار. وقال جاتويتش جاتكوث لوكالة "رويترز" في اتصال هاتفي من مدينة جوبا عاصمة الجنوب انه انسحب من "قوة الدفاع عن جنوب السودان" التي تضم ستة فصائل. وأوضح "قررت الانشقاق لأن مشار لا يحترم القانون. بعثت اليه برسالة لأبلغه انني سأقاتل بشكل منفصل". واتهم جاتكوث مشار بمهاجمة منزله في جوبا هذا الشهر ما اسفر عن مقتل عشرة اشخاص. وقال جاتكوث ان نصف "قوة دفاع جنوب السودان" في جوبا انضمت الى فصيله. لكنه لم يعط رقماً محدداً. وقال المراقبون ان هناك نحو ثلاثة آلاف جندي تابعين لپ"قوة الدفاع عن جنوب السودان" في المدينة.