قال قيادي في "الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها العقيد جون قرنق امس ان "ليس هناك ضرورة" للذهاب الى مفاوضات نيروبي المقررة في نيسان ابريل المقبل بين "الحركة الشعبية" وبين الحكومة السودانية "اذا وصلنا الى الخرطوم قبل موعد هذه "المفاوضات"، التي ترعاها "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد. وكان المسؤول القيادي باغان اموم يرد على سؤال "الحياة" في اسمرا امس، عن اسباب اعتذار قرنق عن عدم حضور مؤتمر "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض الذي يفتتح اعماله اليوم في العاصمة الاريترية. وقال اموم "ان العقيد جون قرنق مشغول في قيادة عمليات عسكرية جارية في جنوب السودان حالياً، وفوضني مع أعضاء آخرين في هيئة قيادة "الحركة" تمثيله في اجتماعات التحالف الوطني". وسئل عن اسباب التفاؤل الكبير بالوصول الى الخرطوم قريباً، فأجاب: "ان بناء الاجنحة العسكرية التابعة للاحزاب والفصائل السياسية في التجمع اكتمل اخيراً. لذلك استطيع القول اننا اصبحنا في المرحلة الاخيرة على طريق اسقاط النظام السوداني. ومن بين الامور التي سنبحث فيها غداً اليوم تطوير العمل العسكري واخضاعه لمزيد من التنسيق وتفعيل الخطط المقررة نحو اسقاط الحكومة والوصول الى الخرطوم". وزاد: "سنبحث ايضاً، في ما سنفعله بعد وصولنا الى الخرطوم، مثل الحكومة وترتيبات المرحلة الانتقالية والدستور". وسئل عن مفاوضات "ايغاد"، فأجاب: "ايغاد موضوع آخر، ونحاول الوصول الى الخرطوم قبل انعقاد المفاوضات، واذا لم نصل سنشارك فيها". ورفض الاجابة عن سؤال في شأن ما اذا كان قرنق يرد على هجمات من القوات الحكومية في الجنوب ام يقود هو عمليات عسكرية ضدها؟ لكنه قال: "هناك معارك جارية في مناطق الجنوب والعقيد قرنق مشغول بادارتها". ونفى ان يكون قرنق قرر عدم حضور مؤتمر "التجمع" لتجنب المواجهة مع بقية قادته في شأن تحديد موقف واضح من موضوع الكونفيديرالية الذي عرضه في مفاوضات نيروبي السابقة. وكان هذا الموضوع أثار مواقف متناقضة اعلنها قادة "التجمع" بين مؤيد ورافض لها ومتحفظ عنها. كذلك كان القادة انفسهم فوجئوا بعرض قرنق الكونفيديرالية من دون التنسيق معهم مسبقاً في هذا الشأن. لكن اموم قال: "لا خلاف على هذا الموضوع، ويمكنك الاطلاع على البند الاول من مقررات مؤتمر القضايا المصيرية الذي عقده التجمع في اسمرا في حزيران يونيو 1996". ولدى الاطلاع لاحقاً على البند الاول المذكور الذي جاء تحت عنوان "ايقاف الحرب واحلال السلام في السودان"، لم يرد اي ذكر للكونفيديرالية، وانما ورد "حق تقرير المصير". "الامة" الى ذلك، قال الدكتور عمر نور الدايم الامين العام لحزب الامة الذي يتزعمه السيد الصادق المهدي، ان مؤتمر "التجمع" الذي يفتتح اليوم "سيختتم اعماله غداً أو بعد غد الخميس". يذكر انه كان مقرراً لهذا المؤتمر ان ينعقد الاثنين الماضي بحضور قرنق الذي اعتذر عن عدم الحضور في اليوم السابق. ونفى الدكتور نور الدايم ل "الحياة" ان تكون الخلافات بين قادة "التجمع" وراء تأخر انعقاده وقال: "ان اجتماعات المكتب التنفيذي للتجمع استغرقت وقتاً اكثر مما كان متوقعاً، بغية ترتيب كل المسائل المتعلقة بجدول اعمال المؤتمر وذلك اختصاراً للوقت قبل اعلان القرارات النهائية. الى جانب ذلك، كانت هناك اسباب عملية مثل تأخر وصول بعض المندوبين الذين اكتمل وصولهم اليوم امس". وستشارك في اجتماعات اليوم كل قادة فصائل التجمع باستثناء قرنق والصادق المهدي الموجود حالياً في المانيا حيث يشارك في ندوة سياسية، وقال نور الدايم انه وافق على المشاركة فيها قبل تحديد موعد مؤتمر "التجمع". وسيمثل قرنق الى جانب اموم المستشار السياسي لزعيم الحركة "الشعبية" الدكتور منصور خالد، ومدير مكتب قرنق دينغ الور الذي وصل امس الى اسمرا. وكانت اوساط سياسية سودانية في العاصمة الاريترية تحدثت عن خلافات حادة بين قادة "التجمع" ادت الى تأخير عقد مؤتمرهم. وأشار هؤلاء الى ان ابرز الخلافات كانت في شأن الموقف من المفاوضات المقبلة في نيروبي، وحجم التفويض الذي ستعطيه هيئة قيادة "التجمع" الى قرنق في هذه المفاوضات، خصوصاً بعد عرضه الكونفيديرالية من دون الرجوع الى هيئة القيادة. كذلك اشارت الاوساط ذاتها الى تباين في شأن الموقف من مفاوضات "ايغاد" وتوسيعها لتشمل الى جانب "الحركة الشعبية" بقية اطراف التجمع، وكذلك اضافة دول اخرى الى جانب الدول الاعضاء في "ايغاد". وعلمت "الحياة" ان كلاً من قادة "التجمع" حمل الآخر مسؤولية عدم عقد اجتماعات دورية ل "التجمع" استناداً الى ميثاقه الذي ينص على عقد اجتماع كل اربعة اشهر وفي الظروف الاستثنائية. وكان آخر مؤتمر عقدته هيئة القيادة قبل تسعة أشهر، جرت خلالها تطورات مهمة لم يتخذ التجمع مواقف ازاءها. الميرغني وأصدر رئيس الحزب الاتحادي الوطني الديموقراطي زعيم "التجمع" السيد محمد عثمان الميرغني بياناً تلقت "الحياة" في اسمرا نسخة عنه امس، ذكر فيه انه اجتمع مع الرئيس الاريتري اساياس افورقي قبل توجهه الاثنين الماضي الى جيبوتي "وأوضح له موقف المعارضة السودانية من مساعي ايغاد وضرورة الوضع في الاعتبار ان المشكلة السودانية قومية الاصل لا تتجزأ، وان حصرها في جنوب السودان لا يضع حلاً لمشاكل البلاد".