أكد حلف شمال الاطلسي امس ان ايجاد حل سياسي لأزمة كوسوفو واصدار قرار دولي في هذا الشأن يمثلان أولوية كبيرة بالنسبة للحلفاء، كما أكد ان حملة القصف المتواصل على يوغوسلافيا تهدف الى حملها على الاذعان لشروط السلام والجهود الديبلوماسية الجارية. وامتنع الحلف عن كشف تفاصيل اضافية حول حادث قصف بلدة كوريشا ليل الخميس - الجمعة. ونسب الى مصادر البانية متعددة الحديث عن استخدام القوات الصربية اللاجئين دروعا بشرية حول المصانع والمواقع العسكرية. الا ان المصادر الرسمية في الحلف رفضت تأكيد افتراض قصف مقاتلات الحلفاء "الدروع البشرية" في البلدة المنكوبة. وقال الناطق باسمه جيمي شيا ان اجهزة الحلف كانت رصدت أهدافاً عسكرية "مشروعة" في كوريشا. وتتجه الأنظار هذا الاسبوع نحو الجهود الديبلوماسية المحمومة المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة. وأكد الحلف ان الشروط الخمسة التي كان وضعها "تمثل حداً أدنى" لوقف حملة القصف الجوي المتواصلة من دون هوادة للضغط على الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. وعلق الناطق باسم الاطلسي على ذلك، معتبراً ان الوضع يتحرك على الصعيدين العسكري والسياسي وتتواصل الجهود مكثفة لاستصدار قرار دولي يلزم ميلوشيفيتش بالشروط التي حددتها المجموعة الدولية، في الوقت الذي تواصل فيه المقاتلات الاطلسية استهداف مواقع القوات الصربية. وفي اشارة الى تدهور وضع القوات اليوغوسلافية، قال شيا ان الحلف لن يقبل دون امتثال الرئيس ميلوشيفيتش للشروط الخمسة المعروفة والضرورية لاحلال الأمن والسلام في كوسوفو و"لن يبحث عن حل وسط". ورأى في خطوات الانسحاب الجزئي التي كانت أعلنتها بلغراد وايحاءات تدرجها من قبول قوات دولية الى قوات تشارك فيها بعض البلدان الاطلسية "مؤشرات توحي بأن ميلوشيفيتش بدأ يخطو نحو الامتثال لشروط الحلف". في غضون ذلك كثف الحلف الضغط العسكري على القوات الصربية ونفذت مقاتلاته في اليوم الثالث والخمسين للحملة الجوية امس، 539 طلعة وأصابت العديد من المواقع العسكرية والبنى التحتية في صربيا وكوسوفو. وعلى الصعيد الديبلوماسي يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اقتراحات وضع ميثاق سياسي - أمني لاحلال الاستقرار في منطقة البلقان، ويعقدون اجتماعاً مع الزعيم المعتدل لألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا الذي أصبح يواجه معارضة داخلية من الحكومة المؤقتة التي شكلها جيش تحرير كوسوفو. وقالت مصادر الحلف ان روغوفا لم يطلب بعد موعداً للقاء الأمين العام خافيير سولانا، واعرب شيا عن الأمل بأن "تعمل القيادات الألبانية معاً على توحيد صفوفها". وينتظر ان تتصدر الأزمة محادثات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مع نظيرهم الروسي ايغور ايفانوف ظهر اليوم الاثنين في بروكسيل وذلك في نطاق اجتماع مجلس الشراكة الروسية - الأوروبية. وسيجري المستشار الالماني غيرهارد شرودر بصفته رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي محادثات مع رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما اليوم، قبل ان يتوجه الى هلسينكي للقاء الرئيس الفنلندي مارتي آهتيساري الموفد الأوروبي لأزمة البلقان. ومن المقرر ان يلتقي اهتيساري مع المبعوث الروسي فيكتور تشيرنوميردين غداً الثلثاء للبحث في امكانات مزج الافكار الروسية والأوروبية المستوحاة من المبادئ التي وضعتها لجنة الاتصال الدولية، من أجل تيسير نقاشها داخل مجلس الأمن واصدارها في شكل قرار دولي.