سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاطلسي يتجه الى استهداف رأس النظام اليوغوسلافي ويلمح الى عمليات برية . كلارك : التعامل مع اسرانا وفق الضوابط الدولية سولانا : روغوفا ليس حراً في ما يفعله
أكد حلف شمال الاطلسي ان حملة القصف الجوي الحقت دماراً كبيراً بأنظمة الدفاعات الجوية والبنى التحتية الصربية وستتسع اهدافها لتطال البنى التحتية كافة. وقال الأمين العام للحلف خافيير سولانا ان الحملة الحقت دماراً كبيراً "بآلة جريمة الحرب" وستتواصل من اجل وقف الكارثة الانسانية التي يتحمل مسؤوليتها الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش "مثلما يتحمل مسؤولية الجنود الاميركيين الثلاثة" الذين تم اختطافهم خلال أداء مهمات المراقبة في منطقة كومانوفو. وأعرب الجنرال ويسلي كلارك عن قلقه حيال اختطاف الجنود الاميركيين وإزاء الاساليب التي تتبعها القوات الصربية معهم، بعدما ظهروا على شاشة التلفزيون الصربي وهم يحملون كدمات. وطالب الحلف يوغوسلافيا معاملة الأسرى الثلاثة "وفق الضوابط الدولية". وذكر كلارك في بيان وزعه في بروكسيل ان القوات الاطلسية المرابطة في مقدونيا "نفذت عملية واسعة للبحث عنهم طوال ساعات" من دون نتيجة. وأوضح الناطق الرسمي باسم الحلف ان الجنود كانوا يؤدون مهماتهم ضمن قوات الحلف المرابطة في مقدونيا تحسباً للحل السلمي. وحول ظهور الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا في بلغراد، قال سولانا انه لم يكن على اتصال مع روغوفا "وهو ليس حراً في ما يفعله". وكانت وكالات الأنباء نقلت عن سولانا اعتقاده ان الزعيم الألباني اصبح "رهينة" القوات الصربية التي ستحاول الضغط عليه لاثارة الشكوك في الحملة الاطلسية التي تهدف الى انقاذ البان كوسوفو. وألمح الأمين العام للأطلسي الى احتمال تدخل بري حصره خلال المؤتمر الصحافي عند اهداف حماية اللاجئين في طريق عودتهم. وقال سولانا ان "التواجد الدولي هو السبيل الوحيد لتأمين عودة اللاجئين". وتتكتم دوائر الحلف عن وجود خطة التدخل البري التي تثير جدلاً في صفوف الحلفاء. ويعتقد محللون عسكريون ان الشروط التكتيكية لم تتوافر بعد لارسال القوات البرية. فلا يزال الصرب يحتفظون بنحو الفي قطعة مدفعية ومئات الدبابات في اقليم كوسوفو بالاضافة الى حاجة بلدان الحلف الى عدة اسابيع لجمع ما لا يقل عن 150 الف جندي والعتاد اللوجيستي اللازم لتدخلهم. ورفض الجنرال كلارك تأكيد الافتراضات المترددة حول امكانات اقامة "ملاذات آمنة" للاجئين في المناطق الحدودية بين مقدونيا واقليم كوسوفو. وأكد سولانا في مؤتمر صحافي عقده امس في اليوم الثامن بعد انطلاق حملة القصف الجوي ان من واجب الحلف وقف المأساة التي خططها الرئيس اليوغوسلافي منذ اشهر. ورأى بأن الحل المناسب يظل "الحل الذي يضمن عودة اللاجئين الى بيوتهم". ووصف قائد قوات الحلفاء في أوروبا الحملة الجوية بأنها "مرنة، وتتناسب مع الاهداف المحددة وسيدفع الصرب ثمنها". وتحدث عن استمرار اعمال التطهير العرقي، خصوصاً في سهل باغاروتشا، وسط اقليم كوسوفو، "على ايدي آخر ديكتاتوري شيوعي في أوروبا" بينما يواصل الحلف من جهته اصابة الاهداف العسكرية فقط. واتهم الجنرال كلارك القوات اليوغوسلافية بارتكاب اعمال دمار وهمية في يوغوسلافيا "وتنسبها للقصف الاطلسي في محاولة لمغالطة الرأي العام". وأكد الجنرال كلارك ان مقاتلات الحلفاء تحاول تقليل الخسائر الجانبية التي تلحق بالمدنيين جراء عمليات القصف. وتوحي تطورات الازمة وجود ما يشبه السباق بين الصرب الذين يشردون كل يوم آلاف المدنيين وحلف شمال الاطلسي الذي يقصفهم جواً في محاولة لارباك خطوطهم الهجومية. وعلق الجنرال ويسلي كلارك بأن الحملة الجارية "ليست سباقا وانما حملة هجومية تدرجية قد تكون طويلة وسيدفع الصرب ثمنها". وتفادى الأمين العام سولانا الرد على التساؤلات حول طي صفحات اتفاق رامبوييه - باريس وقال ان الحلف يسعى الآن الى "وقف اعمال القتل" داخل كوسوفو ولا يتردد في حماية البلدان المجاورة. وكان الأمين العام للحلف اكد في تصريحات ادلى بها صباح امس الخميس "صعوبة احلال السلام في البلقان مع رجل مثل الرئيس ميلوشيفيتش" فيما بدا ان الحملة بين الحلف ونظام الرئيس اليوغوسلافي قد تصل في مرحلة لاحقة الى نقطة اللاعودة. وينتظر ان توسع المقاتلات نطاق عملياتها الجوية وقاعدة اهدافها لتطال المؤسسات التي يقوم عليها النظام في بلغراد. ويرشح الخبراء ان ينتقل الحلف من قصف الاهداف العسكرية الى ضرب البنى التحتية مثل الجسور ومحطات الكهرباء وكذلك المباني الحكومية مثل وزارات الدفاع والداخلية ومؤسسات الحزب الحاكم. وعلى خلفية التوتر بين روسيا وحلف شمال الاطلسي اعرب الامين العام سولانا عن امله ان لا تتدخل روسيا في النزاع القائم. وكانت موسكو حركت بعض القطع البحرية نحو مياه البحر الأبيض المتوسط لمراقبة الوضع. واعتبر خافيير سولانا ان روسيا تظل مرشحة للقيام بدور الوساطة لايجاد حل سياسي.