نفى رئيس المجلس التنفيذي لپ"المؤتمر الوطني العراقي" المعارض الدكتور أحمد الجلبي عزمه الاستقالة أو وجود ضغوط اميركية لاقناعه بذلك، وقال لپ"الحياة" ان من الضروري اجراء انتخابات في "المؤتمر" لاختيار هيئات قيادية جديدة. في الوقت ذاته، أفادت مصادر في المعارضة العراقية ان وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون باشرت أخيراً درس خطط لتطبيق "قانون تحرير العراق" الذي يقضي بمساعدة تنظيمات معارضة عسكرياً من أجل تغيير النظام في هذا البلد. وعلمت "الحياة" ان الديبلوماسي الاميركي فرانك ريتشياردوني المكلف التنسيق مع المعارضة يجري اتصالات مع أعضاء في المجلس التنفيذي لپ"المؤتمر الوطني العراقي" لحضهم على حضور اجتماع للمجلس في لندن، يرجح عقده الأربعاء المقبل. ويأتي التحرك الأميركي الجديد وسط جدل واسع في أوساط المعارضة حول "اسبوعين حاسمين" على صعيد تذليل الخلافات بين الاحزاب والتنظيمات واجراء تقويم شامل لمسيرة "المؤتمر" الذي يحمّل بعض هذه القوى الجلبي مسؤولية "شلل" نشاطاته، ويتداول معلومات عن احتمال استقالته. لكن الجلبي نفى في اتصال هاتفي أجرته "الحياة" بواشنطن، انه يفكر في الاستقالة أو احتمال تأسيس حزب خاص به، مبدياً تفاؤلاً بپ"تحرك مدعوم من الولاياتالمتحدة لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين". واكد ان "المؤتمر لم يمت"، وانه "لم يتلق أي تمويل خارجي أو اميركي" منذ نهاية العام 1996. وسئل عما يتردد عن احتمال استقالته للخروج من حال الجمود التي يمر بها "المؤتمر" والمعارضة عموماً فأجاب: "خرجنا من الجمود نتيجة معاودة الاهتمام الاميركي بالتعاون مع المعارضة مجدداً للعمل ضد صدام، كثمرة مباشرة لقانون تحرير العراق". وتابع ان "الوسيلة الاساسية لتنظيم المعارضة والاستفادة من القانون، هي الدعوة الى عقد اجتماع الجمعية الوطنية العامة للمؤتمر وتوسيع قاعدة عمل المعارضة لتشمل كل الأطراف". وأصر على عقد اجتماع للجمعية كان تردد ان جهوده للتحضير له في واشنطن أواخر الشهر الجاري فشلت، مشدداً على ان هذه الهيئة الموسعة "ستنتخب قيادة جديدة للمؤتمر من أجل اعادة هيكلته"، علماً ان آخر اجتماع لها عقد في صلاح الدين شمال العراق أواخر 1992. ورداً على سؤال نفى الجلبي انه يواجه ضغوطاً اميركية من أجل دفعه الى الاستقالة، وذكر انه التقى ريتشياردوني وعضواً بارزاً في الكونغرس واقترح "عقد اجتماع للمجلس التنفيذي، على ان توافق الادارة الاميركية على دعم الاجتماع الموسع للجمعية الوطنية في أي مكان يقرره المجلس، بما في ذلك واشنطن". وأوضح الجلبي انه سيوجه الدعوة الى اجتماع لندن، لافتاً الى دعم واشنطن التحضيرات الجارية في هذا الاتجاه، علماً ان ريتشياردوني ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي السيناتور روبرت كيري سيحضران الاجتماع. وسئل هل تغيير اسم "المؤتمر" وارد ضمن اطار اعادة هيكلته فأجاب: "هذا الحق يعود الى الجمعية الوطنية". وأشار الى ان "من المهم ان تستفيد المعارضة من قانون تحرير العراق والجائزة لنا ليست مناصب بل اسقاط صدام". وهل هو مستعد للتعاون مع الاستخبارات الاميركية من أجل تطبيق القانون الذي تحفظت عنه قوى اساسية في المعارضة باعتباره "تدخلاً" خارجياً مرفوضاً، أجاب: "لا علاقة للاستخبارات بهذا الأمر، وطلبنا من الاميركيين ان تكون مساعدتهم المعارضة سياسياً وعسكرياً علنية".