أجمعت أوساط ومصادر مختلفة في المعارضة العراقية على ان الاجتماع المقبل للمجلس التنفيذي ل"المؤتمر الوطني العراقي" المعارض والذي سيعقد في لندن الأربعاء المقبل على الأرجح، سيكون حاسماً لجهة بت مصير "المؤتمر": فإما ان يبقى بعد تعديل هيكليته وإما ان تشكل "جبهة جديدة للمعارضة". ولفتت المصادر الى ان ادارة الرئيس بيل كلينتون تمارس ضغوطاً في اتجاه حسم قضية "المؤتمر"، فيما كشفت مصادر أخرى ل"الحياة" ان الخارجية الاميركية استضافت الاثنين الماضي اجتماعاً حضره المنسق الاميركي المكلف ملف المعارضة فرانك ريتشياردوني والدكتور أحمد الجلبي رئيس المجلس التنفيذي ل"المؤتمر"، وهوشيار زيباري مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، وبرهم صالح ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني في واشنطن. وفي حين اكدت مصادر "المؤتمر" ل"الحياة" ان زيباري وصالح أبلغا الادارة الاميركية استعداد الحزبين الكرديين للعمل مجدداً مع الجلبي في اطار "المؤتمر" والتنسيق لتفعيل نشاطاته، صرح زيباري الى "الحياة" بأن البحث في اجتماع واشنطن ركز على صعوبة عقد الجمعية الوطنية للمؤتمر من دون وجود توافق في المجلس التنفيذي، مشيراً الى ان حزب بارزاني ابلغ الادارة انه لم يتخذ بعد قراراً بحضور اجتماع لندن. ونفى اتجاه حزبه الى معاودة التنسيق الكامل مع الجلبي الذي تتحدث مصادر عن صيغة متداولة تقضي بتخليه عن رئاسة المجلس. وسيشارك في اجتماع لندن ريتشياردوني ورئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي السيناتور روبرت كيري. ورغم انباء عن فشل التحضير لاجتماع الجمعية الوطنية للمؤتمر في العاصمة الاميركية أواخر الشهر الجاري، ذكرت مصادر المؤتمر ان الاجتماع سيعقد وستدعى اليه أطراف جديدة في المعارضة، وخلاله "سيعاد انتخاب كل هيئات المؤتمر". لكن مصادر أخرى في المعارضة العراقية في لندن شككت في امكان عقد اجتماع الجمعية الوطنية، واعتبرت ان الاسبوعين المقبلين سيكونان "حاسمين" لجهة معالجة خلافات المعارضة "بضغط من الادارة الاميركية". وزادت ان اجتماع المجلس التنفيذي، الذي يتردد ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط مارتن انديك سيحضره ايضاً الى جانب ريتشياردوني، سيعاود تقويم كل نشاطات "المؤتمر" من أجل "الخروج من المأزق"، علماً ان أطرافاً عديدة في المعارضة ترفض اعتباره المظلة الجامعة لكل الأحزاب والتنظيمات. وفيما تحدثت أوساط مطلعة عن احتمال تغيير اسم المؤتمر بعد تعديل هيكليته ليضم أطرافاً جديدة، أشارت مصادر أخرى الى ان "الجلبي يبدو مستعداً للتعاون واستجابة صيغة تتبلور نتيجة ضغوط اميركية، تقضي بألا يبقى رئيساً للمجلس التنفيذي، بل يكون طرفاً في اطار سياسي شامل" للتنظيمات والاحزاب.