يغادر لندن اليوم السفير الأميركي فرانك ريتشياردوني المكلف تنسيق الاتصالات بين واشنطن والمعارضة العراقية. وسيزور تركيا ثم الأردن والكويت. وقالت مصادر عراقية موثوق بها ل"الحياة" ان مصر والامارات رفضتا استقباله، وكشفت ان القاهرة رفضت استجابة طلب أميركي لاستضافة اجتماع "الجمعية الوطنية" ل"المؤتمر الوطني العراقي الموحد" المتوقع في تموز يوليو، والذي سيشهد انتخاب رئاسة للمجلس التنفيذي للمؤتمر. معروف ان الامارات تدعو الى البحث عن حل سلمي للأزمة العراقية و"رفع الحصار عن الشعب العراقي"، واللافت ان السفير الذي رافق وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين في آخر جولة له على المنطقة لم يرافقه في زيارته الامارات. وتكرر القاهرة رفضها "التدخل في شؤون العراق" وتعتبر أن التغيير مسؤولية شعبه. وكانت مساعي ريتشياردوني نجحت في تأمين عقد اجتماع للمجلس التنفيذي في وندسور قرب لندن أخيراً، حيث انتخبت رئاسة موقتة تضم الى الدكتور أحمد الجلبي، اياد علاوي حركة الوفاق ورياض الياور مستقل ومحمد عبدالجبار كوادر حزب الدعوة وحامد البياتي المجلس الأعلى للثورة الاسلامية وهوشيار زيباري الحزب الديموقراطي الكردستاني ولطيف رشيد الاتحاد الوطني الكردستاني. والتقى ريتشياردوني على مدى الأيام القليلة الماضية في لندن شخصيات عراقية معارضة، ويعتقد أنه حضر أمس اجتماع الرئاسة الموقتة. وأكدت المصادر ان المسؤول الأميركي فشل في اقناع أي دولة عربية باستضافة اجتماع موسع ل"المؤتمر"، وذلك في اطار جهوده لتأمين غطاء عربي للتحرك الأميركي الهادف الى تغيير نظام الرئيس صدام حسين، ضمن خطة ادارة الرئيس بيل كلينتون التي تستند الى "قانون تحرير العراق". وأشارت المصادر الى أن ريتشياردوني التقى معارضين اسلاميين، موضحة انه "يركز في هذه المرحلة على ثلاث نقاط: احياء صدقية المعارضة، تعزيز التمثيل السني في المؤتمر الوطني، والبحث في جدول زمني لتطبيق القانون". وتابعت ان المداولات الجارية دخلت مرحلة البحث في أسماء شخصيات للمشاركة في لجان التنسيق العسكري مع الجانب الأميركي، علماً أن ريتشياردوني سيعيّن مستشاراً عسكرياً. وفيما شددت مصادر مستقلة على أن تحرك السفير يركز أيضاً على "اشراك دول المنطقة في الرؤية الأميركية لتحقيق التغيير في العراق"، نبهت أوساط أخرى في المعارضة الى وجود "اتجاهين في الولاياتالمتحدة ازاء التعامل مع المسألة: السي. آي. اي التي تفضل التريث وكانت قدمت خطة للعمل في العراق مدتها خمس سنوات، واتجاه آخر في البنتاغون لا يستبعد تدخلاً برياً على المدى البعيد". إلى ذلك ذكرت مصادر موثوق بها ان "ايران تسعى الى تحقيق تحالف بين الشيعة والأكراد في العراق تحسباً لأي احتمال". وتابعت ان طهران تبذل جهوداً لابرام اتفاق بين السيد محمد باقر الحكيم رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" والسيد جلال طالباني الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني الذي زار العاصمة الايرانية و"حاول اقناع الحكيم بالتخلي عن التردد حيال الانضمام الى نشاطات المؤتمر" بعد انتخاب الرئاسة الموقتة. ومعروف ان ممثل المجلس في لندن حامد البياتي انتخب عضواً في هذه الرئاسة على رغم غيابه وتحفظ المجلس عن اجتماعات لندن.