اتسعت الهوة بين مواقف تنظيمي "الجماعة الاسلامية" و"جماعة الجهاد" من قضية العنف. إذ اصدر التنظيم الثاني بياناً أكد فيه رفضه اي مبادرة سلمية لوقف العمليات العسكرية. وجاء البيان الذي حمل عنوان "عيد الاضحى عيد الثبات ورفض التهادن"، بعد ايام من بيان اصدرته "الجماعة الاسلامية" أعلنت فيه التزامها مبادرة وقف العمليات المسلحة التي اطلقها في تموز يوليو من العام 1997 القادة التاريخيون للتنظيم الذين يقضون عقوبة السجن في قضية اغتيال الرئيس الراحل انور السادات. ومما جاء في بيان "الجهاد" ان عيد الاضحى تزامن هذه السنة مع ذكرى مرور عشرين سنة على توقيع مصر معاهدة السلام المصرية - الاسرائيلية وذكرى تنفيذ حكم الاعدام في خمسة من قادة تنظيم "الجهاد" في قضية اغتيال السادات وهم: محمد عبدالسلام فرج وخالد الاسلامبولي وعبدالحميد عبدالسلام وعطا طايل وحسين عباس. وعلى رغم ان البيان لم يُسمِ "الجماعة الاسلامية" او "المبادرة السلمية"، الا انه لمح الى موقف "الجماعة الاسلامية" من المبادرة. واعتبر ان "المهادنة ... هي مهادنة مع اميركا واسرائيل بكل ما تمثل هذه المهادنة من تراجع امام الحملة الصليبية الجديدة التي تهدف الى استئصال الاسلام والتمكين لاسرائيل". والمعروف ان الظواهري شارك ابن لادن وجماعتين من باكستان واخرى من بنغلاديش في شباط فبراير العام 1997 تأسيس "الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" التي تضمن بيانها الاول فتوى توجب على المسلمين قتل الاميركيين ونهب اموالهم. وكان البيان التأسيسي للجبهة التي تعتقد الادارة الاميركية انها تقف خلف حادثة تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام التي وقعت في آب اغسطس من العام الماضي، ذكر ان مسؤول مجلس شورى "الجماعة الاسلامية" رفاعي احمد طه على انه احد المشاركين في تأسيس الجبهة لكن طه الذي اكد انه وقّع بيان الجبهة، نفى ان تكون "الجماعة الاسلامية" "طرفاً في جبهة تعمل ضد المصالح الاميركية". ووصف بيان "الجهاد" المهادنة بأنها "خذلان". وتضمن هجوماً شديداً على الولاياتالمتحدة التي اعتبر انها "تحتل بلاد المسلمين وتحاصر المقدسات بجيوشها وأساطيلها". وطالب الامة الاسلامية بپ"ان تقوم قومة رجل واحد في وجه أميركا واسرائيل". والمعروف ان محكمة عسكرية مصرية ستصدر يوم 10 نيسان ابريل المقبل الاحكام في قضية "العائدون من البانيا" التي تضم 107 متهمين من اعضاء "جماعة الجهاد" وآخرين محسوبين على تنظيم "القاعدة" الذي يقوده ابن لادن بينهم عدد من اعضاء التنظيمين سلموا لمصر من دول عدة. واتهمت "جماعة الجهاد" في بيانات سابقة الاستخبارات الاميركية بملاحقة اعضائها المقيمين خارج مصر والقبض عليهم وتسلميهم الى السلطات المصرية. وفي اشارة الى هذا الموضوع، قال البيان: "ان المعركة في الاصل معركة مع اميركا واسرائيل اللتين تسعيان الى القضاء على الاسلام واستعباد أمة المسلمين ... ونرفض أي مهادنة على رغم كل محاولات الضغط علينا من قتل وخطف وسجن وملاحقات، وعيد الاضحى هو عيد الفداء والتضحية يدعونا ويحفزنا ويحرضنا على التضحية بالغالي والنفيس وارضاء الله سبحانه وتعالى وطلباً لثوابه وصبراً على طاعته وتمسكاً بفريضة الجهاد في سبيل الله حتى وان اجتمعت الدنيا كلها علينا ورمتنا بالنوائب والمنون من قوس واحدة في حرب صليبية جديدة".