حصلت "الحياة" على معلومات مهمة حول التحقيقات التي تجريها السلطات المصرية حالياً مع أحد انصار اسامة بن لادن سلمته احدى الدول العربية لمصر أخيراً. وافادت مصادر مطلعة ان التحقيقات مع سعيد سيد سلامة كشفت ان بن لادن كان وراء التقارب بين تنظيمي "الجماعة الاسلامية" وجماعة "الجهاد"، الذي اثمر عن تأسيس "الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين". وكان البيان التأسيسي للجبهة صدر في شباط فبراير الماضي ووقع عليه بن لادن ورئيس مجلس شورى "الجماعة الاسلامية" رفاعي احمد طه وزعيم جماعة "الجهاد" الدكتور ايمن الظواهري وسكرتير جمعية علماء باكستان مير حمزة وأمير حركة الانصار الباكستانية فضل الرحمن خليل وأمير حركة الجهاد في بنغلاديش الشيخ عبدالسلام محمد. وقالت المصادر لپ"الحياة" أن بن لادن عقد اجتماعاً مع طه والظواهري تم خلاله الاتفاق على تجاوز الخلافات بين التنظيمين وتوجيه جزء من جهودهما خلال الفترة المقبلة لشن هجمات ضد اهداف اميركية واسرائيلية خارج مصر بهدف تحسين صورة "الجماعة الاسلامية" وجماعة "الجهاد" بعدما تسببت حادثة الاقصر التي وقعت في تشرين الثاني نوفمبر من العام الماضي في تشويه صورة الحركات الاسلامية التي تعتمد العنف. ويذكر ان البيان التأسيسي للجبهة تضمن فتوى نصت على ان "حكم قتل الاميركان وحلفائهم من مدنيين وعسكريين فرض عين على كل مسلم امكنه ذلك في كل بلد تيسر فيه". والمعروف ان اندماجاً بين "الجماعة الاسلامية" وتنظيم "الجهاد" حدث في بداية الثمانينات اسفر عن عملية اغتيال الرئيس الراحل انور السادات، لكن الخلافات دبّت بين قادة التنظيمين عقب القبض عليهم داخل السجن حول امور شرعية وأفضت الى انفصالهما العام 1993. واضافت المصادر ان التحقيقات مع سلامة بينت أن الظواهري وطه اتفقا خلال الاجتماع المذكور على ان يظل كل تنظيم بتشكيلاته القيادية والتنظيمية وان يكون العمل العسكري لهما مستقلاً على ان تكون الجبهة وعاءً يجمعهما مع بن لادن والتنظيمين الباكستانيين والتنظيم البنغالي لتحقيق الاهداف التي اسست من اجلها الجبهة فقط من دون ان يمتد التنسيق بين التنظيمين في المرحلة الحالية الى نشاط التنظيمين داخل مصر. ومن جهتها أفادت مصادر في "هيئة الدفاع عن المتهمين في قضايا العنف الديني" أنها تلقت معلومات تفيد بأن اجهزة الامن فتحت تحقيقات مع قادة في التنظيمات الدينية المصرية يقضون عقوبة السجن في قضايا مختلفة حالياً، بينهم عدد ممن سافروا من قبل الى افغانستانوباكستان والسودان ووجهت اليهم اسئلة حول أنشطة بن لادن وعلاقاته بالتنظيمات المصرية. واشارت المصادر الى ان الهيئة قدمت طلباً الى النيابة شددت فيه على ضرورة حضور المحامين التحقيقات مع هؤلاء والوقوف على الاجراءات القانونية التي اتخذت معهم والاسباب التي دعت الى فتح التحقيقات مرة اخرى في قضايا صدرت الاحكام في شأنها من قبل