أحدث إعلان قادة إسلاميين مقيمين في أماكن مختلفة عن تشكيل "جبهة عالمية لجهاد اليهود والصليبيين" ردود فعل واسعة بعدما أعلن هؤلاء أنهم اصدروا فتوى تفيد أن "حكم قتل الأميركيين وحلفائهم، مدنيين وعسكريين، فرض عين على كل مسلم". وكانت "الحياة" انفردت أمس بنشر البيان الأول للجبهة الذي أوضح أن من بين مؤسسيها كلاً من اسامة بن لادن وزعيم جماعة "الجهاد" المصرية الدكتور أيمن الظواهري، والقطب البارز في "الجماعة الإسلامية" رفاعي أحمد طه ابو ياسر وسكرتير جمعية علماء باكستان مير حمزة وزعيم حركة الانصار في باكستان فضل الرحمن خليل وزعيم حركة "الجهاد" في بنغلاديش الشيخ عبدالسلام محمد. وقالت مصادر إسلامية خارج مصر إن هؤلاء القادة "وضعوا الخلافات جانباً واتفقوا على توحيد الهدف الذي يسعون اليه"، وانهم "بصدد وضع آليات تنفيذ ما جاء في البيان". لكن هذه المصادر قالت ل "الحياة" ان الاتفاق يعكس "تقارباً في وجهات نظر ومواقف تنظيمي جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية المصريين"، موضحة انها المرة الأولى التي يوقع فيها زعماء التنظيمين على بيان واحد ويتفقون على قضية استراتيجية منذ تم الانفصال بين التنظيمين العام 1983. والمعروف أن تنظيم "الجهاد" نشأ في منتصف السبعينات وكان عبارة عن جماعات متفرقة تمكن المهندس محمد عبدالسلام فرج أعدم بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات من توحيدها، في حين نشأت "الجماعة الاسلامية" في الفترة نفسها بين الأوساط الطلابية في الجامعات وكان يقودها كرم زهدي يقضي عقوبة السجن المؤبد حالياً في قضية اغتيال السادات. واسفر لقاء عقد بين فرج وزهدي في بداية العام 1981 عن اندماج التنظيمين في تنظيم واحد نفذ اعضاء فيه عملية اغتيال الرئيس المصري. لكن خلافات دبت داخل السجن بين قادة الجماعتين أدت الى انفصالهما. واعتبر مراقبون ان الإعلان عن تشكيل الجبهة يرجح الاعتقاد بأن الظواهري وطه يقيمان حالياً مع بن لادن في افغانستان. واشاروا الى أن التناقضات بين تنظيمي "الجماعة الإسلامية"، وجماعة "الجهاد" المصريتين حالت خلال السنوات الماضية دون اتفاق التنظيمين على مواقف موحدة تجاه قضايا عدة يحتاج تجاوزها الى وقت طويل، الأمر الذي يرجح أن الظواهري وطه عقدا لقاءات مطولة في حضور بن لادن لتجاوز الخلافات والتغلب على التناقضات. ويذكر أن مجلس شورى "الجماعة الإسلامية" اعلن الشهر الماضي أن "الجماعة" تدرس التعاطي مع مبادرة سلمية لوقف العنف أطلقها القادة التاريخيون للتنظيم ممن يقضون عقوبة السجن في قضية السادات في حين كان الظواهري أعلن رفضه التام للمبادرة وأعلن ان تنظيمه مستمر في اتباع العنف وسيلة للتعبير. ولفت المراقبون الى ان توقيع زعماء جماعات تنتمي الى باكستانوبنغلاديش على بيان تأسيس الجبهة "يهدف الى توسيع رقعة الاهداف الاميركية التي يمكن أن تنفذ ضدها عمليات، وتشتيت جهود أجهزة الأمن في أكثر من دولة".