استفسرت الإدارة الأميركية من حركة "طالبان" عن مصير أسامة بن لادن، مكررة طلبها اخراجه من أفغانستان لمواجهة القضاء بتهمة تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام الصيف الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس فولي إن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون جنوب آسيا كارل اندرفورث اجتمع بعد ظهر الأربعاء بممثل حركة "طالبان" السيد عبدالكريم مجاهد المقيم في نيويورك، وان الاجتماع تم بطلب من الولاياتالمتحدة لمتابعة الاجتماعات التي سبق وعقدها اندرفورث في إسلام آباد في الثالث من شباط فبراير الجاري مع نائب وزير خارجية "طالبان". وأوضح فولي ان السبب وراء الاجتماع هو الاستفسار عن ابن لادن، وبأنه كرر لممثل "طالبان" "الرسالة القوية" نفسها التي أبلغها في إسلام اباد للمسؤولين الأفغان، بأن المطلوب ايصال ابن لادن إلى العدالة "لمواجهة الجرائم التي ارتكبها، وان وجوده في أفغانستان يضر بمصالح الشعب الأفغاني ويشكل عقبة كبيرة أمام طالبان في سعيها للحصول على قبول دولي أوسع". وقال مجاهد إنه أبلغ اندرفورث ان ابن لادن لم يعد داخل الأراضي التي تسيطر عليها "طالبان". وأضاف في تصريح للصحافيين عقب اجتماعه مع المسؤول الأميركي ان ابن لادن ليس في المنطقة التي تسيطر عليها الحركة، وانه غادرها الجمعة أو السبت الماضيين من تلقاء نفسه. وأوضح الناطق ان اندرفورث دعا "طالبان" إلى مزيد من التعاون مع جهود ممثل الأممالمتحدة السفير الأخضر الإبراهيمي الهادفة إلى حل سياسي للنزاع في أفغانستان، كما دعاها إلى احترام قواعد حقوق الإنسان، خصوصاً المرأة، وضرورة بذل المزيد من الجهود لوقف زراعة الأفيون والاتجار بالمخدرات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة. وقال فولي إن الإدارة لا تعرف شيئاً عن مكان وجود ابن لادن، نظراً إلى تضارب المعلومات وغموضها، لكنه أضاف: "نسعى إلى معرفة ما إذا كان لدى طالبان معلومات عن مصيره، وليست لدينا معلومات تفيد بأنه ليس في افغانستان، ونعتقد ان طالبان تتحمل داخل أفغانستان مسؤولية طرده منها...". ورفض فولي التحدث مباشرة عن امكان ان تستخدم الإدارة الأميركية القوة مرة أخرى ضد ابن لادن، لكنه قال: "ليس سراً ان ابن لادن لا يزال يشكل تهديداً للأميركيين والمصالح الأميركية، وأن وجوده خارج إطار العدالة أمر لا تقبله الولاياتالمتحدة. وكرر القول إن واشنطن تحتفظ بحق التحرك سواء لمنع حدوث هجمات ارهابية أو للرد على هجمات ارهابية...