سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ محمد أبو سمرة اكد ل "الحياة" ان اتفاق أوسلو جاء في إطار الضعف العربي . الأمين العام ل "الجهاد الاسلامي في فلسطين" : إعلان الدولة مرتبط بمزيد من التأييد الدولي لها
اكد مسؤول فلسطيني ان عدداً من الدول الاوروبية والعربية أبدت استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية حال الاعلان عنها في ايار مايو المقبل. وقال الشيخ محمد ابو سمرة الامين العام ل "حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين" في مقابلة مع "الحياة" امس ان السلطة الوطنية الفلسطينية تلقت تأكيدات من فرنسا والمانيا والدنمارك والنروج والسويد التي قدمت وعوداً بالاعتراف بالدولة الفلسطينية حال الاعلان عنها، اضافة الى المملكة العربية السعودية والمغرب ومصر وبلدان الخليج. وقال ان اعلان الدولة الفلسطينية في الرابع من ايار المقبل حق فلسطيني كفلته الاتفاقات المبرمة مع اسرائيل والاتفاقات التي تمت بإشراف دولي و"نحن من جانبنا مصرّون على ان يتم الاعلان عن الدولة الفلسطينية في وقتها". وسئل عن الموقف الاميركي، فقال ان الرئيس بيل كلينتون طلب الى الرئيس عرفات خلال زيارته الاخيرة لواشنطن تأجيل الاعلان عن الدولة الفلسطينية، ووعد بأن يتم الاعتراف بها في حال ارجاء الاعلان عنها حتى نهاية العام المقبل. لكن المسؤول الفلسطيني رأى ان الموقف الاميركي لا زال متحيزاً الى جانب اسرائيل وان اميركا "تخضع على رغم قوتها لمصالحها في اسرائيل ولضغوط اليمين الاسرائيلي". واشار الى ان الادارة الاميركية مطالبة بإنجاح عملية السلام "لانها مشروع اميركي وسقوط عملية السلام يعطي البديل لدوامة جديدة من العنف". وعن الموقف من الانتخابات الاسرائيلية، قال الشيخ ابو سمرة ان الادارة الاميركية لا تريد فوز حزب ليكود في الانتخابات العامة. واوضح ان الرأي العام الاسرائيلي بدوره مدرك ان بنيامين نتانياهو عمل على تدمير عملية السلام. واكد انه في حال فوز حزب ليكود في الانتخابات "سنعلن الدولة الفلسطينية من جانب واحد ولن ننتظر موافقة ليكود". واضاف: "من دون قيام دولة فلسطينية سوف يبقى الخطر قائماً ويمكن ان يحدث الانفجار في اي وقت". واوضح: "نريد السلام، لكن كل الخيارات تبقى مفتوحة امامنا في حال تصلّب الموقف الاسرائيلي". واكد ان من الخطأ القول بأن الانتخابات الاسرائيلية شأن داخلي اسرائيلي، "انها شأن فلسطيني كذلك بالنظر الى ترابط المسارين ووجود نسبة كبيرة من الفلسطينيين تقيم على الاراضي المحتلة عام 1948". ورحب المسؤول الفلسطيني بأي مبادرة دولية او عربية لتعزيز تقدم عملية السلام وتمنى ان يكون هناك دور اوروبي جدي ومؤثر يحدث نوعاً من التوازن. لكنه رأى ان الدور الاوروبي لا يزال محدود التأثير في مواجهة الدور الاميركي في المنطقة. واوضح المسؤول الفلسطيني ان من الصعب التكهن بنتائج الانتخابات في اسرائيل نظراً لوجود غالبية محايدة لا تنحاز الى اي طرف "وهذه الفئة هي التي تحدث المفاجأة في اللحظات الاخيرة". وقال انه في حال ائتلاف الوسط والعمل ستكون فرصة للطرفين للفوز في الانتخابات. وتحدث عن الحملة التي تشنها احزاب يمينية ضد احزاب عربية اسرائيلية، فقال ان من المفروض ان يتم التعامل مع الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية على قدم المساواة، "لكن اسرائيل تتعامل مع المواطن العربي الاسرائيلي في اراضي 48 على انه مواطن من الدرجة الاخيرة". واضاف ان "اسرائيل تتخوف من انفجار ما تسميه القنبلة الديموغرافية العربية في وجهها". وعن وضع القدس في المفاوضات النهائية، قال: "ان هذا الوضع مأسوي واسرائيل تسابق الزمن من اجل فرض أمر واقع من خلال توسيع الاستيطان وشقّ الطرق الالتفافية وتهديد المسجد الاقصى بالهدم". واكد ان القدس تظل الخط الاحمر "وهي ليست فقط عاصمة دولة فلسطين وانما هي رمز اسلامي وعربي وتاريخي"، وطالب الدول العربية والاسلامية بالدفاع عن القدس وانقاذ البيوت الفلسطينية المهددة بالهدم وقال: "اذا مسّ القدس أي ضرر هذا يعني ان علينا البحث عن زاوية اخرى من العالم لأننا سنفقد اهم رموزنا الاسلامية وهويتنا العربية". وقال ان القضية الفلسطينية ليست في حاجة الى بيانات الادانة والاستنكار العربية وانما لدعم حقيقي في مواجهة الخطط الاسرائيلية "ففي مقابل مليون بيان استنكار يدفع يهودي واحد مثل الملياردير ميسكوفيتش البلايين لنتانياهو لتمويل مشاريع الاستيطان". وسئل عن المكاسب الفلسطينية من اتفاق اوسلو فقال ان ما تم تحقيقه في اوسلو جاء في اطار الضعف العربي والخلل في موازين القوى الدولية التي كانت في صالح اسرائيل و"ما استطعنا تحقيقه يبقى انجازاً برغم ان الوضع العربي والاسلامي ضعيف". وقال: "كنا نأمل بأن يكون المفاوضون الفلسطينيون اكثر شراسة لكن المفاوض الاسرائيلي اكثر حنكة ودينامية ويدعمه سيطرته على الارض". واكد اهمية الدور العربي لدعم الفلسطينيين وقال: "لا يجب ان يتركنا العرب نواجه الاخطبوط الاسرائيلي وحدنا". وقال انه في الوقت الذي يجب ان تتضامن فيه الاطراف العربية "نجد اطرافاً قريبة تدعم الفصائل المعارضة للمشروع الفلسطيني". ودعا لبنان وسورية الى التنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية. واشار الى قيام مصر بوساطة لترتيب لقاء بين الرئيسين السوري حافظ الاسد والفلسطيني ياسر عرفات، قائلاً ان السلطة الفلسطينية مستعدة للقاء القيادة السورية من الآن. ودعا المسؤول الفلسطينيايران الى دعم المشروع الفلسطيني بدل تقديم المساندة الى المعارضة الفلسطينية ورفع شعارات معادية للسلام. وأيّد قيام اتحاد كونفيديرالي مع الاردن، وقال ان البلدين يتواصلان جغرافياً اضافة الى ان نصف سكان الاردنفلسطينيون، وان قيام اتحاد كونفيديرالي خيار استراتيجي مهم. وعن العلاقة مع "حركة المقاومة الاسلامية" حماس قال: "نتفق مع الحركة عندما تشارك في دعم الحوار الفلسطيني. هناك محاور داخل حماس لا توجد لنا معها اي علاقات ونرحب بالقيادات المعتدلة داخل حركة المقاومة الاسلامية". واكد ان اعمال العنف التي يمكن ان تنفذ ضد اهداف اسرائيلية في الوقت الحالي لا تخدم الاداء الفلسطيني العام، وانما تخدم جهات اقليمية. وحذّر من ان اي عمل عسكري في هذا الوقت يعزز من فرص فوز اليمين الاسرائيلي المتطرف.