حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مما سماه "خطرا حقيقيا" إذا خسر حزبه الليكود في الانتخابات الإسرائيلية المقررة في ال17 من الشهر الجاري، والتي تشهد تنافسا قويا بين الأحزاب الإسرائيلية، مشيرا الى ان منافسيه سيحيون محادثات السلام مع الفلسطينيين والتفاوض بشأن "تقسيم القدس وإعادة الأرض". من جهتها، تساءلت مجلة "فورين بوليسي" ان كانت إسرائيل ستصمد بلا "السلطة الفلسطينية". وقال نتنياهو أمام تجمع انتخابي في شمال تل أبيب: إن منافسه إسحق هرتزوغ الذي يقود ائتلاف الاتحاد الصهيوني المنتمي ليسار الوسط سيسعى في حال فوزه إلى إحياء محادثات السلام مع الفلسطينيين والتفاوض بشأن "تقسيم القدس وإعادة الأرض".وأضاف نتنياهو: "إنه سباق متقارب للغاية، ولا شيء مضمون لأن هناك جهدا دوليا كبيرا لإسقاط حكومة الليكود".وبثت إذاعة الجيش الإسرائيلي تصريحات أدلى بها نتنياهو لأعضاء في حزبه تحدثت عن تمويل خارجي لجماعات تقوم بحملة من أجل تغيير الحكومة في إسرائيل حسب الإذاعة. ويحظر القانون الانتخابي على الأحزاب السياسية في إسرائيل قبول أموال بشكل مباشر من متبرعين من الخارج خلال الحملات الانتخابية، لكنه يسمح في المقابل بهذا التمويل للمنظمات غير الربحية التي تتبنى وجهات نظر سياسية. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقارب شعبية حزب الليكود اليميني والاتحاد الصهيوني - المكون من حزبي "العمل" و"الحركة" - قبل الانتخابات، في حين يرى معلقون سياسيون على نطاق واسع أن نتنياهو الذي يتولى رئاسة الحكومة منذ العام 2009 لديه فرصة أفضل لتشكيل ائتلاف حاكم بعد الانتخابات. وأظهر استطلاع للرأي - أجرته القناة الثانية الإسرائيلية وأذاعته الثلاثاء - تقدم الاتحاد الصهيوني على حزب الليكود بفارق أربعة مقاعد من مقاعد الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) البالغ عددها 120 مقعدا، وذلك قبل أسبوع فقط من الانتخابات. ووفق الاستطلاع، حصل الاتحاد الصهيوني على 25 مقعدا مقابل 21 مقعدا لليكود، بينما حصل كل من القائمة العربية المشتركة و"البيت اليهودي" (يمين) على 13 مقعدا لكل منهما، وحزب "يش عتبد" (وسط) على 12 مقعدا. كما بين الاستطلاع أن حزب "كولانو" حصل على ثمانية مقاعد، وحصل "شاس" الديني على ستة مقاعد، فيما حاز كل من "يهودت هتوراه" ديني و"إسرائيل بيتنا" ديني، و"ميرتس" يسار على خمسة مقاعد لكل منهم، و"حزب ياحاد" على أربعة مقاعد. اهتمام دولي واهتمت كبريات الصحف البريطانية والأميركية امس بتطورات الأحداث على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية، والتهديد بحل السلطة الفلسطينية ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وبروز تحالف سياسي عربي في إسرائيل للمرة الأولى. فقد انتقدت مجلة فورين بوليسي ما وصفته بالتركيز الزائد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إيران، معتبرة أنه بذلك يتجاهل خطرا أكبر وأقرب لأمن إسرائيل، ألا وهو التهديد بحل السلطة الفلسطينية والتحويل المحتمل للضفة الغربية إلى مساحة غير محكومة يمكن أن تصير ملاذا للإرهاب، وأضافت: إن الحالة الراهنة للعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية تبدو قاتمة وتهدد بانتهاء عقود من المفاوضات التي بدأت مع اتفاقات أوسلو.وأشارت المجلة إلى اتخاذ الطرفين خطوات في الأسابيع الأخيرة يمكن أن تنذر بحقبة جديدة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقالت: إن سياسة إسرائيل تجاه السلطة الفلسطينية تؤجج بالفعل السخط الفلسطيني وتضعف حماسة وفعالية قوات الأمن الفلسطينية والتنسيق الأمني الذي يشيد به المسؤولون الإسرائيليون أنفسهم، وان حلها ستكون كلفته باهظة للجانبين وستكون مضار هذه التصرفات المتسرعة من الطرفين أكثر من نفعها. الاتجاه الخطأ ومن جانبها، كتبت صحيفة فايننشال تايمز في افتتاحيتها: ان نتنياهو يسلك الاتجاه الخطأ بشأن إيران والفلسطينيين، في إشارة إلى معارضته الشديدة لخطط الولاياتالمتحدة للتوصل لاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، بينما يمتنع أيضا عن أي خطوات ملموسة نحو إقامة الدولة الفلسطينية التي طال انتظارها، وأنه يفعل ذلك لكسب ود الناخبين في الانتخابات المقبلة بحجة ضمان أمن إسرائيل. من جهتها، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى بروز مفاجئ لائتلاف أحزاب عربية كأحدث تكتل قوى في إسرائيل، وهو ما يجبر الدولة اليهودية على إيلاء اهتمام بأكبر أقلية عربية لم تحدث من قبل. وذكرت الصحيفة أنه لو صحت الاستطلاعات التي تسبق الانتخابات العامة الأسبوع المقبل، فإن عرب إسرائيل يمكن أن ينتهي بهم المطاف بترؤس ثالث أكبر فصيل سياسي في البرلمان الإسرائيلي القادم، وهو ما يعطي صوتا للسكان العرب المهمشين في كثير من الأحيان. واعتبرت الصحيفة هذا الأمر تحولا مهما لمصير عرب إسرائيل البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة، والذين يشكلون نحو 20% من سكان إسرائيل.