سادت خيبة أمل شديدة قائمة تحالف «الليكود بيتنا» مع بدء نشر نتائج الانتخابات وبدأت تظهر أولى الانتقادات لهذا التحالف في صفوف الليكود، خاصة ان هذه القائمة خسرت 11 مقعدا عن الانتخابات الأخيرة بحصولها اليوم على 31 مقعدا. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن نتائج الانتخابات للكنيست تدل على أن هناك تعادلا بين تكتل أحزاب اليمين والمتدينين المتزمتين من جهة وتكتل أحزاب الوسط واليسار والأحزاب العربية من جهة أخرى. وأفادت أن كلا من التكتلين حصلا على 60 مقعدا في الكنيست التاسعة عشرة. ولم يستطع نتنياهو النوم وبقي حتى ساعات صباح الاربعاء يبحث عن الوسيلة التي تمكنه من تشكيل الحكومة، ولم يخطر في باله ان تكون النتائج تعادل بين المعسكرين وحصوله على 31 مقعدا، وهذا ما شكل ليس فقط خيبة أمل وانما صدمة حقيقية لدى نتنياهو وحزب الليكود، صحيح انه يستطيع اليوم القول لليبرمان انه سيحصل على حقائب وزارية أقل كي يستطيع تشكيل حكومة وفقا للمقربين من نتنياهو، ولكن النتائج أكدت فشل هذا التحالف الذي توقع له نتنياهو أثناء الاعلان عنه حصوله على 45 مقعدا. واليوم يستطيع المحللون في اسرائيل الاجابة على العديد من التساؤلات التي طرحت بعد الاعلان عن هذا التحالف ، خاصة أنهم لم يستطيعوا الاجابة بشكل مقنع للاسباب التي دفعت نتنياهو لهذا التحالف، وذهب البعض على اعتبار نتنياهو أكثر ذكاء كي يستولي على حزب «اسرائيل بيتنا» في ظل تعرض ليبرمان للمحاكمة وامكانية خروجه من الحياة السياسية، كونه يحكم الحزب بشكل ديكتاتوري وبخروجه من الحزب يستطيع نتنياهو السيطرة عليه وضمه الى الليكود وقد حاول بعض المحللين الاشارة الى نوايا نتنياهو اخفاء قوة حزب الليكود وكذلك الحال مع ليبرمان، وحاولا بهذا التحالف تضليل الجمهور الاسرائيلي وكسب مزيد من الاصوات الانتخابية، وجاءت النتائج اليوم لتؤكد فشل نتنياهو مع ليبرمان خداع الجمهور الاسرائيلي وتضليله، ومحاولات بعض قادة حزب الليكود تبرير هذه الهزيمة بما أكدته الاستطلاعات في اسرائيل ان نتنياهو سيفوز دون أي منافسة في هذه الانتخابات، ما أثر على جمهور الناخبين والتصويت لصالح احزاب أخرى خاصة لحزب «يوجد مستقبل». وجاءت النتائج اليوم لتؤكد فشل نتنياهو مع ليبرمان خداع الجمهور الاسرائيلي وتضليله، ومحاولات بعض قادة حزب الليكود تبرير هذه الهزيمة بما أكدته الاستطلاعات في اسرائيل ان نتنياهو سيفوز دون أي منافسة في هذه الانتخابات، ما أثر على جمهور الناخبين والتصويت لصالح احزاب أخرى خاصة لحزب «يوجد مستقبل». ولعل ما تحدث به الرئيس الامريكي في النقاشات الداخلية عن موقفه من نتنياهو والتي وصفه فيها «السياسي الجبان والمتردد» تعطي مؤشر لموقف ودوافع نتنياهو لهذا التحالف، فيبدو أنه كان خائفا من النتائج وان لا يحصل الليكود على أعلى مقاعد في هذه الانتخابات، ما يعني عدم تكليفه بتشكيل الحكومة القادمة خاصة لطبيعته الشخصية التي ظهرت منذ توليه رئاسة حزب الليكود بعد اسحق شامير في منتصف التسعينات، ما قام به من محاصرة وعزل لخصومه داخل الحزب ليكون الشخص الأول والوحيد والمقرر في الحزب والحكومة، وخوفه من فقدان تشكيل الحكومة قاده لتشكيل هذا التحالف والذي أراد من خلاله ستر عورته خلف حزب «اسرائيل بيتنا» وخلف ليبرمان. والمفاجأة الثانية لليمين المتطرف بقيادة نتنياهو كانت بعدم قدرة المتطرف اليميني أريه الداد مع ميخائيل بن أري تجاوز نسبة الحسم 2% للدخول في الكنيست الاسرائيلي 19، وقد كانت قائمتهما الأقرب لتجاوز نسبة الحسم وكانت تحتاج الى 15 الف صوت انتخابي ليصبح المتطرف اليميني الداد مرة أخرى عضو كنيست. وبحسب ما أظهرت النتائج شبة الرسمية الاربعاء فلم تستطيع 20 قائمة حزبية تجاوز نسبة الحسم والدخول للكنيست الاسرائيلي، ما يعني بالأرقام القاء 247,967 صوتا انتخابيا في القمامة، وما يقارب من 7% من الأصوات الحقيقية التي تم احتسابها، والتي تحسم 9 مقاعد في الكنيست الاسرائيلي، حيث ألقيت هذه الأصوات في القمامة ولم تحسب في توزيع مقاعد الكنيست، وفقط لم يتلق اصحابها الا عناء الوقوف لساعات أمام صناديق الاقتراع. وكان الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات قائمة «عتسمئوت لاسرائيل» بزعامة المتطرف أريه الداد وميخائيل بن أري التي حصلت على 61,825 صوتا، المعروفان بمواقفهما المتطرفة من العرب داخل مناطق عام 48 وكذلك من الفلسطينيين، كذلك لم تستطع قائمة «عم شالوم» بزعامة حاييم امسالم تجاوز نسبة الحسم وحصلت على 41,095 صوتا. في المقابل أعلنت الرئاسة الفلسطينية محمود عباس عن انها ستتعامل مع اي حكومة اسرائيلية تعترف باقامة بدولة فلسطينية على حدود عام 1967. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة، «سنتعامل مع اي حكومة اسرائيلية تلتزم بقرار الجمعية العامة للامم المتحدة القاضي بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس». واضاف ابو ردينة تعقيبا على نتائج الانتخابات الإسرائيلية: «ما يهمنا في الحكومة الاسرائيلية القادمة، هو ان تلتزم بحل الدولتين ووقف الاستيطان والاعتراف بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر الماضي، دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعلى رأسها القدس». وتابع: «هذا هو الطريق للتعامل مع اي حكومة إسرائيلية قادمة، والتي عليها الاختيار بين السلام او حالة الجمود التي ستنعكس سلبا على الجميع». وأضاف ابو ردينة: «نحن جاهزون للتعامل مع اي حكومة إسرائيلية تلتزم بهذه المرجعيات الدولية القائمة على قرارات الشرعية الدولية. بدورها قالت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تعكس انتصار المقاومة الفلسطينية. وعدَّ الناطق الرسمي باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان وصلنا أن تراجع أسهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الانتخابات بسبب فشله في الحرب على غزة.